الوهابية والصهيونية
 

د. أحمد المؤيد

أحمد المؤيد / لا ميديا -
أكدت الأحداث الأخيرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أهمية وخطورة الفكر الوهابي ‏للصهيونية العالمية. وبدأت الشعوب تفهم لماذا وكيف سمح لهذا الفكر ‏بالانتشار العالمي وبطباعة كتبه ونشر فكره بوتيرة لا يشبهها أي فكر ‏آخر‎.
حديث محمد بن سلمان لـ»نيويورك تايمز» ذات مرة أنهم استخدموا الوهابية ‏بناءً على طلب أمريكي أيام حرب السوفييت، وحديث هيلاري كلينتون أنهم من أنشأ تنظيم «القاعدة» الذي أيديولوجيته هي ‏الفكر الوهابي‎... وغير ذلك من الأحداث تبين كيف أن الوهابية كانت الفكر المفضل للصهيونية ‏العالمية، تدمر به الشعوب عبر تخديرها ثم شحنها ثم جعلها تتفجر ‏ببعضها، وساعدهم في ذلك أن الفكر الوهابي ليس فكراً دينياً فقط، بل هو إيقاظ ‏لنزعة التوحش في الإنسان عبر عدة عوامل أحدها الدين‎.
لذلك نجد أن هذه النزعة وهذا السلوك ليس مرتبطاً دائماً باللحى، بل قد يرتبط بتوجيه ‏عدائي لسبب معين، وبمجرد ضخ بعض المنشطات الطائفية يصبح الشخص ‏متبلداً مجرداً من كل معالم الإنسانية. وفي الوقت ذاته يحس أنه في ‏أفضل حال‎.
وللأسف، نرى الصهيونية تمسك تماماً بمقاليد التوجيه الإعلامي لهذا الفكر ‏حتى وصل الحال بمغرري الوهابية أن يسمعوا «أفيخاي أدرعي» يحدثهم ‏ويستشهد بعلمائهم وبأحاديث مزورة تم تبنيها، ويروا أنهم أصبحوا معه ‏في خندق الولاء والبراء نفسه، ثم لا يحسوا أنهم في طريقٍ خاطئ.
‎من يشنع بكل حركات المقاومة للمشروع الإمبريالي في المنطقة هو ‏وهابي. ‎من يساند الأمريكيين في مشاريعهم هو وهابي. ‎من يعادي كل أعداء الإمبريالية العالمية هو وهابي.
الإعلام السعودي اليوم هو مثال ممتاز على وهابية السلوك المتجذر لدى ‏ذلك النظام وكل من يشتريهم بماله، وإن رقص وغنى وألحد، لكن السلوك ‏الوهابي مازال هو النمط الذي ينتهجونه‎.
الأمة جمعاء في مخاض عسير على مستوى الوعي ‏والسياسة والقوة العسكرية. ورغم الألم فإن هذه الأمة تقاوم، ولا شك في ‏انتصارها أبدا بعد أن زال المخدر الوهابي من عقول معظم أبنائها‎.

أترك تعليقاً

التعليقات