محاريب وخنادق.. تهذيب السلوك
 

محمد الباشق

حلقات يومية يكتبها القاضـي محمـد الباشـق / لا ميديا -

• تبييت النية. أن ينوي صيام الشهر كاملاً ولكل يوم نية خاصة.
والقيام للسحور نية، فلا يشترط التلفظ بالنية.
• الحرص على أداء الصلوات في أوقاتها والتنفل وأداء النوافل، خصوصاً صلاة الليل.
• والحذر كل الحذر من إثاره أي خلاف بشأن التراويح، فلا ينكر من يرى أنها تؤدى فرادى على من يرى أنها تؤدى جماعة، مع أن أداءها فرادى هو حال الأغلب هذه السنة، بسبب مرض كورونا. والحرص على وحدة الأمة أوجب الواجبات.
• الحرص على الوقت، فالوقت عمار أو دمار، وكل من يضيع وقته فيما لا ينفع يندم. وما نال الطامح في الحياة مطالبه وحقق مقاصده في الحياة إلا بحسن استغلال الوقت وترتيب الأولويات. فأنصح نفسي وإخواني وأخواتي جميعا باستثمار الوقت، فهو رأس مال المؤمن والمؤمنة والربح هنا في الدنيا والآخرة.
• قبيل الإفطار وقت مهم علينا أن نجعله للدعاء والتبتل والإنابة وطلب كل حاجة لنا من الله، فهو جواد كريم لا يخيب من رجاه ولا يرد من دعاه، ومن أيقن بالإجابة وجدها.
• الحرص على أن تُفطر كل يوم جارك أو صاحبك أو زميلك في العمل، خصوصاً من حصل بينهم خلاف أو سوء تفاهم. جميل جدا أن يجتمعوا في هذا الشهر المبارك، سواء على مائدة الإفطار أم العشاء أم السحور أم جلسة قات أم مجلس ذكر. المهم التواصل بصفاء وتسامح، حال ونهج أصحاب القلوب الصافية، ومن صفا قلبه زكى عقله وقبل عمله ورزق صلاح الحال والبال.
• تلاوة القرآن الكريم، فهو قرين شهر الصيام المبارك، ففيه نزل القرآن، وفيه سيد الملائكة جبريل عليه السلام، كان يدرس القرآن مع سيد الخلق سيدنا محمد صل الله عليه وآله وسلم.
فمسألة مهمة جداً أن نجيد سلوك التأمل والتدبر للقرآن الكريم، فلا تتم التلاوة بسرعة أو فقط مراعاة أحكام التجويد، بل التدبر هو روح التلاوة، وهو يؤدي إلى حصول الثمرة المرجوة، وهو أن تتخلق بأخلاق القرآن. ولا يوجد وصف جامع يصف أخلاق من شهد الله له بالخلق العظيم سيدنا محمد صل الله عليه وآله وسلم، فقد كان خلقه القرآن، ومن تخلق بأخلاق القرآن عاش في جنة الدنيا وصارت حياته كلها عربوناً للوصول والعيش في دار الخلود. وكل مؤمن ومؤمنة يأمل ويعمل لتكون حياته كلها سعادة، والسعادة والسيادة في كتاب الله بالعيش في رحابه.
• كل صفة مدح من الله لعباده يسعى جاهدا للتخلق بها. وكل صفة فيها ذم أو وعيد أو لوم يتجنبها ويبتعد عنها. 
والتأمل في التلاوة يعطي أنواراً وفهماً وبركة في العمر والوقت، ويتفتق الذهن بمفاهيم قرآنية، فيزداد صلاحا وتوفيقا.
• البعض يتساءل عن حكم بلع الريق، والمسألة سهلة جداً، فلا تستحق المسألة التركيز. خذ الأمور بالطبيعة المعتادة دون تكلف. والحرص على سمو النفس وتهذيب السلوك هو المطلوب، للحديث الصحيح: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه". فترك الحرام والمنكرات، والتورع عن الشبهات، حال للمسلم. والمسلم في شهر رمضان وغير شهر رمضان وفي رمضان أولى بدورة ثقافية صحية أخلاقية سلوكية جهادية لمزيد ومزيد من القرب من الله تعالى. وهنا أذكر أن البرنامج الرمضاني الذي يدعو سماحة السيد القائد إلى الاهتمام به والذي هدفه أن نحصل جميعاً على ثمرة الصيام ألا وهي التقوى والمفتاح للوصول إلى التقوى أن نتعامل مع هدى الله.
فالالتجاء إلى الله في طلب الهداية قضية أساسية في الاهتداء، وهي في الفاتحة التي نكررها في صلواتنا وتدل على القبول، صلاتنا وعلاقاتنا مع الحق ومع الخلق. وكلما شعرنا بحاجة إلى الهداية انجذبت الأسباب المهيئة لها. وقانون الجذب ليس فكرة جديدة، أو منهجاً جديداً أبدعت فيه أوروبا وأمريكا، لا، قانون الجذب في ديننا مفهومه نجده في قوله تعالى: (وما كان عطاء ربك محظوراً)، فمن طلب العون من الله والتوفيق والرعاية والهداية وجدها. ومن سار مكبا على وجهه في ظلمات الانحراف وبث الشر والعيش في ذل الخطيئة والرضا بالعيش في سجن الأنانية التي هي بذرة الشرك وطريق الإفساد في الأرض تؤدي بحال وسلوك المسجون في سجن الأنانية إلى ممارسة وارتكاب كل الفواحش والمنكرات والغي، وهي جذر معصية إبليس المركبة من كبر وحسد وعناد وسوء ظن بالله. جذر كل ما سبق من داخل نفس إبليس الأمارة بالسوء هو الأنانية. وشهر رمضان المبارك فرصة للتطهر من كل خُلق ذميم وسلوك معوج.

أترك تعليقاً

التعليقات