غريفيتث على إيقاع العدوان (٢-٢)
 

أنس القاضي

أنس القاضي / لا ميديا -

الجانب الاقتصادي
 تجاهل الحديث عن الجانب الاقتصادي في إحاطة أبريل وإحاطة أغسطس 2018. في إحاطة سبتمبر 2018 حذر من استمرار هبوط قيمة الريال. وفي إحاطة نوفمبر 2018 اعتقد أنه يجب على الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة أن تجتمع للتصدي للحالة الاقتصادية. وفي إحاطة ديسمبر 2018 اعترف بعدم التوصل لحلول لكل مسودات ستوكهولم وأنه يتعين وضع اللمسات الأخيرة في مسألة الاقتصاد. تجاهل اجراءات بناء الثقة في إحاطات أبريل ونوفمبر وديسمبر 2018 وذكرها في إحاطة أغسطس من قبيل تضمينها في دعوة الأطراف للتشاور حولها في جنيف، وذكرها في إحاطة سبتمبر 2018 من قبيل السعي إلى تحقيق تقدم فيها.
لم يتم التطرق إلى الوضع الاقتصادي في مختلف إحاطات العام 2019 باستثناء إحاطة أبريل حيث تحدث عن قرار الحكومة البدء بدفع رواتب العاملين المدنيين في الحديدة، والمتقاعدين في أنحاء البلاد، وهو الأمر الذي لم يتحقق. 

القضية الجنوبية والمرأة 
الملاحظ في القضية الجنوبية، وفي الجانب النسوي، بأنه أخذ مساراً تصاعدياً في إحاطاته بداية من الاعتراف بوجود هذه الأطراف كقوى ضعيفة لا بد من الإصغاء إليها، مروراً بالحديث عن لقاءها والاستماع إليها وضرورة أن تأخذ العملية السياسية بعين الاعتبار موافقة هذه الأطراف للوصول إلى حل نهائي، وانتهاءً باعتبار أن هذه القوى لها دور حاسم في صياغة الحل النهائي. 
في إحاطات العام 2019 تضاعف حضور المسألة الجنوبية، المرة الأولى في فبراير يتحدث بها عن رغبة القوى الجنوبية في المساعدة على بناء السلام ومخاوفها من مصير البلاد، والمرة الثانية في إحاطة سبتمبر وفيها تجاهل ذكر مفاهيم "قوى جنوبية" "مجموعات جنوبية" كما هي العادة وتحدث فقط عن "الانتقالي" كطرف مُسيطر رئيسي دعاه إلى اتخاذ خطوات جادة للتهدئة. وفي إحاطة أكتوبر تحدث عن انهيار مؤسسات الحكومة التابعة لهادي، داعياً إلى السماح عودة مؤسسات الدولة والقانون. 
أما مسألة المرأة، فقد تطور الحديث عنها عما كان عليه سابقاً وتم الانتقال من الإصغاء لهن إلى العمل معهن وضرورة المشاركة. تم ذكر المسألة مرتين في العام 2019 في إحاطة أبريل، من قبيل إحاطة مجلس الأمن بأنه التقى مائة امرأة يمنية في عمان، كتمهيد للطريق السياسي نحو السلام. بعد اللقاء بهذا العدد الهائل من النساء فكما يبدو تم انتقاء بعناية عدد منهن للاستمرار في العمل، ففي إحاطة نوفمبر 2019 أحاط مجلس الأمن بأنه التقى 20 من قيادات السلام للمرأة ومراعاة تقديمهن للمفاوضات وأهمية مراعاة المرأة في عملية السلام في اليمن. 

العملية السياسية 
تحدث عن العملية السياسية اليمنية في الإحاطة الأولى أبريل 2018 من قبيل اشعار الأمم المتحدة بأن القوى السياسية اليمنية تريد تحريك العملية السياسية. وفي احاطة أغسطس 2018 اعتبر أنه حان الوقت لاستئناف العملية السياسية. وفي إحاطة سبتمبر 2018 تحدث عن إعادة إطلاق العملية السياسية على الرغم من غياب أحد أطراف المفاوضات، ويقصد وفد صنعاء. وفي إحاطة نوفمبر 2018 تحدث بأن إطار المفاوضات الذي ناقشه مع الأطراف اليمنية يشمل استئناف العملية السياسية. وتجاهل المسألة في إحاطة ديسمبر 2018.
 تجاهلت إحاطات العام 2019 الحديث عن عملية سياسية شاملة كما كان الحديث عنها في العام 2018، فيما اقتصرت على الحديث عن الحلول الجزئية بين الانتقالي وحكومة هادي، وعلى خطوات التهدئة من قبل اليمن والسعودية. 
 
الأسرى 
في إحاطة أبريل 2018 تحدث عن الحرص على ترتيب إطلاق سراح السجناء. وفي إحاطة أغسطس 2018 تحدث بأنه يشعر بالتفاؤل برغبة الأطراف في إطلاق سراح الأسرى. وفي إحاطة سبتمبر 2018 تجاهل المسألة. وفي نوفمبر 2018 تحدث بأنه على وشك إبرام اتفاق بين الأطراف اليمنية حول الأسرى. وفي إحاطة ديسمبر تحدث عن اتفاق الأطراف على تشكيل لجنة مشتركة للإفراج المتبادل عن الأسرى. 
توقفت مسألة الأسرى عند نقطة الصفر في العام 2019، ففي احاطة فبراير ذكر بمسألة ضرورة تبادل الأسرى بين الطرفين الكل مقابل الكل، وهي المسألة التي لم يخرج فيها اتفاق ستوكهولم بتوصيات ملزمة عملية وتركها للمباحثات المنفردة في الأردن – عمان. وعاود ذكر المسألة في احاطة سبتمبر من قبيل الحديث بأنه لا يوجد أي تقدم في المسألة. وفي إحاطة أكتوبر ذكر المسألة من قبيل شكر صنعاء على الإفراج عن دفعة من الأسرى بعد مجزرة الأسرى في سجن ذمار. 


المرضى 
ذكر المرضى مرة واحدة عام 2018، في إحاطة نوفمبر، من قبيل شكر التحالف وسلطنة عمان لموافقتهم على تسهيل الإخلاء الطبي لبعض اليمنيين.
تجاهل قضية المرضى في كل إحاطات العام 2019 فيما تحدث عنها في أول إحاطة العام 2018 كحق أصيل للشعب اليمني. 

الحديدة
أخذ الحديث عن الحديدة خطاً تصاعدياً، ففي إحاطة فبراير 2018، تحدث بأن الآفاق الرهيبة للعمليات العسكرية في الحديدة قد تكون وشيكة، وفي إحاطة أغسطس 2018 تحدث بأن الحديدة أصبحت مركز ثقل الحرب والبحر الأحمر مسرحها. وفي إحاطة سبتمبر 2018 تحدث عن تصاعد القتال في الحديدة إلَّا أنه لم يصل بعد إلى مدينة الحديدة والميناء. وفي إحاطة نوفمبر 2018 تحدث عن استمرار التصعيد في الحديدة، ورحب بالتقارير الأخيرة التي تتحدث عن الحد من العنف. وفي إحاطة ديسمبر 2018 ذكرها ضمن انجازات اتفاقية ستوكهولم. 
اقتصر نشاط غريفيتث في العام 2019 حول مسألة الحديدة، وكانت محتوى معظم إحاطاته للعام، ففي أبريل شكر الطرفين على تنفيذ الخطوة الأولى من إعادة الانتشار في الحديدة، كما أشار إلى أن انخفاض مستوى العنف غير كاف. وفي احاطة سبتمبر تحدث عن تقدم في الحديدة، وبأن لجنة إعادة الانتشار اجتمعت لتطبيق خطط إعادة الانتشار وشكر قيادة الأطراف وممثليهم في السفينة الأممية. في إحاطة نوفمبر تحدث عن تطور خطوات جديدة، وشكر حكومة هادي على السماح بدخول الوقود واعتبر ذلك تقدماً سياسياً فيما هي مسألة إنسانية، كما تحدث عن تشكيل لجنة لإيداع الإيرادات لدفع المرتبات في الحديدة وباقي محافظات اليمن وإنشاء 5 نقاط مراقبة. كما عبر عن قلقه من تحركات البعثة في الحديدة وعبر عن أمله في أن السلطات تضمن حرية الحركة للبعثة. 

أترك تعليقاً

التعليقات