حداثيون على سنة داعش!
 

أنس القاضي

أنـس القاضـي / لا ميديا -

لا يختلف تكفير الدواعش للمجتمعات، عن تكفير أدعياء الحداثة للمجتمع المقاوم للعدوان أو الذي يقطن في مناطق سيطرة حكومة «الانقاذ»، وخاصة صنعاء وصعدة، فهو إن كان لدى الدواعش مسألة دينية فلدى أدعياء الحداثة مسألة سياسية، فالحكم بإلغاء الآخر وإزاحته بالقتل والإبادة هو ما يشتركون فيه، ولكلٍ منطقه الخاص في التوصل إلى الحكم.
بعد 4 أعوام من الحرب العدوانية، التي ارتكب فيها التحالف آلاف المجازر بحق المدنيين، لا يمكن اعتبار من يُبررون هذه المجازر ويدافعون عنها، بأن لديهم مشكلة معرفية حول طبيعة الجريمة والفاعل، وهل هي بقصد أم خطأ؟، فقد تكررت مجازر العدوان واستهدافه للمدنيين والأعيان المدنية والبُنية التحتية إلى الحد الذي باتت معهُ قاعدة وقانوناً واستراتيجية في حربه على اليمن، وهي فعلاً استراتيجية معتمدة وسمة من سمات حروب الجيل الخامس كما يحددها العقيد الأمريكي المتقاعد توماس إكس هاميس، منظر حروب الجيل الخامس.
يدافع «الحداثيون» (ممن لهم موقف مساند للعدوان بزعم «المدنية ورفض الميليشيات والشرعية الديمقراطية ورفض الانقلابات»)، عن جرائم السعودية والإمارات حرصاً على «حكومة» هادي، كما يدافع الوهابيون عن معتقداتهم الدينية الصحراوية، ويصدق على الوهابيين قول القصيمي «يكذبون لكي يروا الإله جميلاً». وهؤلاء المدنيون يغسلون الدماء لكي نرى الجمال في الحكومة العميلة وتحالف العدوان! 
وعلى غرار داعش فإن أدعياء الحداثة يُبيحون دماء المواطنين لتحالف العدوان بحجة أن هؤلاء المواطنين الذين قُتلوا «مبردقين» أو «جيران مبردقين» أو في حارتهم شعار لأنصار الله، أما إذا كانوا من أنصار الله فدماؤهم مباحة في منازلهم هم وزوجاتهم وأولادهم، وتباح دماؤهم ولو كانوا ركعاً سجداً، كما في تفجيرات مسجدي بدر والحشحوش، شاهدنا تبريرات تفجير المسجدين من قبل داعش لأن هذه المساجد «يرتادها حوثيون»، هذه كانت حجة كافية لهؤلاء الحداثيين وليس سراً أنهم تبنونها من خبر قناة «الحدث»: «تفجيرات في مساجد حوثية»! 
تبرير جرائم العدوان، هو موقف سياسي لمرتزقة العدوان بمختلف تياراتهم عبر عنه بشجاعة عبد الله صعتر حين قال: «ليقتل 24 مليون يمني ويبقى مليون واحد»، إلَّا أن البعض أقل شجاعة من عبدالله صعتر فيحاولون التغطية على الجرائم وتبريرها، إلَّا أنهم من حيث المبدأ يتقبلونها ويقبلون أن تعم النيران كل اليمن مادام ذاك سيؤدي إلى إخضاع أنصار الله (خصمهم السياسي).
لا يختلف تبرير المجازر عن تبرير الحرب الاقتصادية، ولا يختلف تحميل أنصار الله ذمة ضحايا طيران العدوان عن تحميلهم ذمة ضحايا قرارات حكومة هادي الاقتصادية ونهبها وسرقاتها وطباعتها للعملة ونقلها للبنك واحتكارها استيراد النفط وغيرها من المسائل الاقتصادية التي تضر بالمجتمع اليمني، وبالنسبة لهؤلاء فحتى لو أصبح الريال اليمني دون قيمة، فلا بأس بذلك ما دام سيؤدي إلى إضعاف المجتمع الذي يستند عليه الأنصار في مواجهة العدوان.

أترك تعليقاً

التعليقات