كيسنجر في قلب الصفقة
 

أنس القاضي

أنس القاضي / لا ميديا -

قراءة في الجانب السياسي من المسودة الرسمية لـ"صفقة القرن" المقرة تحت عنوان: "السلام من أجل الازدهار" Peace To Prosperity والجمل الواردة بين علامتي اقتباس ترجمة أصلية لنص الرؤية التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية.
تقدم ما سُميت "صفقة القرن" للفلسطينيين فتات دويلة، وبشكل أدق تجمعات سُكانية محاصرة متصلة ببعضها بشبكة أنفاق وجسور مرتهنة للسيادة "الإسرائيلية" والتفوق الصهيوني أمنيا واقتصادياً وجغرافياً، فتبدو دويلة أصحاب الأرض (الفلسطينيين) عبارة عن مستعمرات ومحميات طبيعية، فيما البلد (المحتل) حق ثابت للصهاينة تزول عنه صفة المحتل، مع تملكهم للمقدسات وتهويدها، مقابل التخلي الفلسطيني عن نهج المقاومة وتصفية السلاح المقاوم، باستثناء سلاح الش رطة للسلطة المُفترضة من غير المقاومين، الخاضعة للسياسة الأمنية الصهيونية بشكل مطلق.
تطرح الرؤية عدداً من المفاهيم والتعبيرات المختارة بدقة لتخدم الكيان الصهيوني، على مختلف المستويات الفلسفية والنفسية والإعلامية والسياسية، وترتبط هذه المفاهيم والتعبيرات بالمنهجية التي وضعت بها رؤية "صفقة القرن"، وهذه المنهجية الأمريكية: إمبريالية من حيث فلسفتها الليبرالية وطموحاتها الرأسمالية الاحتكارية لدولة الاحتلال، وصهيونية من حيث فلسفتها في مقاربة الصراع والحقوق والمقدسات؛ فالروح اليهودية طافحة في سطور المسودة وخطاب ترامب. 
تعتمد الرؤية في الحل على فلسفة كيسنجر الواقعية العنيفة، فحين تتحدث الرؤية عن ضرورة إيجاد حل واقعي للصراع إنما تقصد تثبيت وشرعنة الأمر الواقع اليوم، وهو سيطرة "إسرائيل" واحتلالها وتفوقها، وضعف فلسطين وتمزقها وتبعيتها، وبقاء اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات وأسرى المقاومة في السجون والمعتقلات. 
ترتكز الرؤية على حيثيات وفرضيات عديدة أبرزها فرضية أن "السلام سيحقق فرصاً اقتصادية هائلة لـ"الإسرائيليين" والفلسطينيين"، وأن الفلسطينيين يرغبون في ذلك، وأن الصفقة سيفيض خيرها ليعم مصر والأردن بشكل رئيسي وبلدان المنطقة، وأن التطبيع مع "إسرائيل" من دول العالم العربي الإسلامي ومن قِبل الفلسطينيين سوف يؤدي إلى الاستقرار والسلام والازدهار لمنطقة "الشرق الأوسط الكبير"، وحيثيات أن "إسرائيل" سبق أن صنعت سلاماً مع الأُردن ومصر، وعاد ذلك السلام بالخير والتقدم لهذين البلدين، وأن "إسرائيل" اتفقت مع الفلسطينيين في اتفاقية "أوسلو" على حل الدولتين، وأن هذه الصفقة تنسجم وروح اتفاقيات أوسلو، أي أن الصهاينة يرتكزون في حلولهم اليوم على اتفاقيات التطبيع والخيانة التي تمت منذ 40 عاماً. 
الملاحظ أن في الرؤية خطاباً تشجيعياً للسلطة الفلسطينية والدول العربية للتطبيع مع "إسرائيل" تحت غطاء "التهديدات الإيرانية المُشتركة". وتهدف الرؤية من وراء التطبيع مع "إسرائيل" إلى أن تسحب من محور وقوى المقاومة قضية التحرير والمقدسات ودوافع المقاومة والخطاب المعادي لليهود والصهيونية ودولة "إسرائيل".
بناءً على "صفقة القرن" سيكون هناك مزيد من الضغط الأمريكي على الدول العربية لتسريع وتيرة التطبيع الواسع، وصولاً لتحالفات عسكرية، ومثل هذه التحالفات تتشكل حالياً، وتهدف الرؤية الأمريكية لـ"صفقة القرن" إلى جر بعض الدول الأوروبية، لاسيما بريطانيا، باتجاه المشاركة في إنجاح المشروع الأمريكي.
ورد في الرؤية مفهوم "تقرير المصير"، وهوَ منتقص، ففي البند الذي يتحدث عن تقرير المصير للفلسطينيين، وغيره من البنود تؤكد الرؤية أن الدولة الفلسطينية المفترضة ستكون منتقصة السيادة لصالح "إسرائيل"، وتعطي "إسرائيل" لنفسها الحق في تأويل مفهوم "المخاطر الأمنية" والتصرف إزاءها بحرية، كما تمنع دولة فلسطين من الانضمام إلى أية منظمة دولية بدون موافقة "إسرائيل". كما يرد فيها تعهد أمريكي بأنه لن يكون هناك أي تنازلات أمنية من قبل الجانب "الإسرائيلي".. شددت الرؤية على محاربة الإرهاب، وضرورة تعهد الدولة الفلسطينية والسلطة الجديدة بذلك، والمقصود به نشاط حركات المقاومة في فلسطين والعلاقات مع محور المقاومة. وتشدد الرؤية على تصفية الوجود السياسي لقوى المقاومة واعتبارها جماعات "إرهابيه" ما لم تقم بتصفية وجودها العسكري والخضوع للاتفاقية كما هو عليه الحال مع حركة فتح التي تخلت عن الكفاح المُسلح في أوسلو. 
في موضع آخر تطرح الرؤية الموقف العلماني من احترام المعتقدات والمزاعم التاريخية لمختلف الأديان بشأن مدينة القدس، والقصد من ذلك التهرب من الحقوق الإسلامية، أما المعتقدات والمزاعم اليهودية فقد أكدت عليها الرؤية في مواضع عديدة؛ فـ"صفقة القرن" تدعو إلى الاعتراف بـ"إسرائيل" دولة يهودية، وتدعو للتطهير العرقي والتغيير الديمغرافي. وتطرقت صراحةً إلى مدينة القدس الموحدة كعاصمة لـ"إسرائيل" وتحت سيادتها المطلقة، وإلى حق اليهود في أرض فلسطين غربي نهر الأردن كما هو مثبت في الأساطير التوراتية ومزاعمهم التاريخية، مطالبة بتثمين انسحابها من 80% من "أراضي الأجداد" التي استولت عليها في حرب 1967م. والملاحظ في الرؤية أنها تتحدث عن اليهود والعرب باعتبار اليهودية قومية، ثم اليهود والمسلمين والمسيحيين باعتبار اليهودية ديانة.
أما في ما يتعلق باللاجئين فالرؤية تتهرب من قضية اللاجئين التي خلقها الاستيطان اليهودي، وترى حلها كجزء من قضية عالمية، بل تطرح مقابلها مسألة اللاجئين اليهود من الدول العربية إلى "إسرائيل"، مطالبة بتعويض المهاجرين من الدول العربية.

المفاهيم والتعبيرات
تطرح الرؤية عدداً من المفاهيم والتعبيرات التي تم اختيارها بعناية لتخدم الجانب الصهيوني، على مختلف المستويات الفلسفية والنفسية والإعلامية والسياسية، وترتبط هذه المفاهيم والتعبيرات بالمنهجية التي وضعت بها رؤية "صفقة القرن"، وهذه المنهجية الأمريكية إمبريالية من حيث فلسفتها الليبرالية وطموحاتها الاقتصادية الرأسمالية الاحتكارية لدولة الاحتلال، ومسيحية صهيونية من حيث بُعدها الديني وفلسفتها الدينية في مقاربة الصراع والحقوق والمقدسات. 
ومن هذه المفاهيم والتعبيرات، "القضايا المتنازع عليها". وفي هذا الطرح إثبات لوجود طرفين أصيلين لهما حقوق ثابتة محددة ويتنازعان على حقوق ملتبسة. وكذلك مفهوم "الشرق الأوسط الكبير"، وهو الاسم الجديد الذي يبرر وجود "إسرائيل" كدولة احتلال يهودية في العالم العربي الإسلامي، ومفهوم "المنظمات الإرهابية"، والمقصود بها حركات المقاومة الفلسطينية وفصائل قوى محور المقاومة عموماً. وإضافة لذلك مفاهيم "الاستقلال المدني الفلسطيني، الحكم الذاتي"، والمقصود بذلك، إثبات الدولة الفلسطينية المقرة في الصفقة كدولة منزوعة السلاح لها الإدارة الذاتية، وكأن الشعب الفلسطيني مجرد أقلية ضمن دولة "إسرائيل" يطالب بالحكم الذاتي كما تطالب الأقليات في العراق وسوريا.
كما تأتي تعبيرات خطيرة مثل "التهديدات الأمنية المشتركة الجديدة"، ويقصد به ما يُسمى الخطر الإيراني، الذي يوحد دويلات الخليج مع "إسرائيل" في صف واحد، وكذلك تعبير "دولة إسرائيل والفلسطينيين". وفي ذلك إثبات "إسرائيل" كدولة، فيما الفلسطينيون شعب من دون أرض ولا دولة، كما يأتي تعبير "إسرائيل وجيرانها العرب"، وفي ذلك إقرار للوجود "الإسرائيلي" في المنطقة كوجود أصيل معترف به. وأيضاً تعبير "إسرائيل صنعت السلام مع مصر، الأردن" الذي يُظهر "إسرائيل" كصانعة للسلام مع محيطها (جيرانها)، فيما العرب هواة مشاكل ومخربون.

المنهجية الأمريكية التي من خلالها
تمت مقاربة الإشكالية:
• "لا نعتقد بأن الأطراف في المنطقة مصيرها أن تعيش في صراع أبدي بسبب اختلاف أعراقها ودياناتها". 
• "كان هناك أمثلة كثيرة في تاريخ اليهود والعرب، واليهود والمسلمين والمسيحيين، الذين يعيشون في وئام نسبي، في هذه المنطقة". 
• "نعالج هذا الصراع بالاسترشاد بجهود الأمم المتحدة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 242، في الواقع فإن علماء القانون الذين يعملون مباشرة على قرارات الأمم المتحدة الحاسمة قد اختلفوا حول معناها وأثرها القانوني". 
• "حل هذا الصراع لن يحل جميع النزاعات في المنطقة، ومع ذلك فإن حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني سيؤدي إلى إزالة الذريعة المستخدمة لإذكاء المشاعر وتبرير السلوك المتطرف من جانب الجهات الفاعلة السيئة".
• "يجب على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يزِنوا المنافع والحلول الوسط التي يمكن أن تخلق مستقبلاً أفضل بكثير لأنفسهم وللأجيال المقبلة، ضد استمرار الصراع لأجيال قادمة".
• "يتمثل دور الولايات المتحدة الأمريكية في العمل مع بلدان ومنظمات حسنة النية لمساعدة الأطراف في الوصول إلى حل النزاع، لكن الإسرائيليين والفلسطينيين وحدهم هم الذين يستطيعون اتخاذ قرار إقامة سلام دائم معاً، يجب وضع التفاصيل النهائية المحددة لاتفاق السلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني مباشرة بين الطرفين". 
• "خط الصدع الرئيسي في الشرق الأوسط اليوم هو بين القادة الذين يرغبون في خلق فرص اقتصادية وحياة أفضل لشعوبهم، وأولئك الذين يتلاعبون بالدين والأيديولوجيا من أجل إثارة الصراع والتغطية وأعذار إخفاقاتهم". 
• "تهدف هذه الرؤية إلى احترام الأيديولوجية والمعتقدات الدينية والمزاعم التاريخية، لكنها تركز أساساً على وضع اهتمامات وتطلعات الشعب".
• "لقد دخلنا فصلاً جديداً في تاريخ الشرق الأوسط يفهم فيه القادة الشجعان أن التهديدات الجديدة والمُشتركة خلقت الحاجة إلى تعاون إقليمي أكبر. إدارة ترامب تشجع هذا بشدة". 
• "أي اتفاق سلام عملي يجب أن يعالج رغبة الفلسطينيين المشروعة في تقرير المصير.. من خلال تعيين الأراضي لدولة فلسطين في المستقبل، وتعزيز مؤسسات الحكم الذاتي الفلسطينية، وتزويد الفلسطينيين بالمركز القانوني والمكانة الدولية للدولة، وضمان ترتيبات أمنية قوية وبناء شبكة مبتكرة من الطرق والجسور والأنفاق التي تتيح حرية الحركة للفلسطينيين".
• "لدى دولة إسرائيل رغبة مشروعة في أن تكون دولة قومية للشعب اليهودي وأن يتم الاعتراف بهذا الوضع في جميع أنحاء العالم".
• "تهدف الرؤية على تحقيق الاعتراف المتبادل بدولة إسرائيل كدولة قومية لليهود، ودولة فلسطين كدولة قومية للشعب الفلسطيني".

ملخص لما سبق
ذكرنا في الجزء الأول من هذا المقال، عدداً من المفاهيم والتعبيرات التي تم اختيارها بعناية لتخدم الجانب الصهيوني، وترتبط هذه المفاهيم والتعبيرات بالمنهجية التي وضعت بها رؤية "صفقة القرن"، وهي المنهجية الأمريكية الإمبريالية، ونستكمل هنا بقية المفاهيم والتعبيرات الواردة في الصفقة:
•   "سيكون هناك دائما أولئك الذين يرغبون في تقويض الأمن والاستقرار".
•  "بقدر خطورة غزة التي تديرها حماس، فإن سلامة دولة إسرائيل مهددة من قبل نظام مماثل قد يُسيطر على الضفة الغربية حيث سيشكل تهديداً وجودياً لدولة إسرائيل".
•    "لن تطلب الولايات المتحدة الأمريكية من إسرائيل سوى تقديم تنازلات نعتقد أنها ستجعل دولة إسرائيل وشعب إسرائيل أكثر أمناً على المدى القصير والطويل. تم تصميم هذه الرؤية بهذه الروح ينبغي لجميع البلدان الأخرى أن تتبع نفس النهج". 
•  "من المهم أن تدين الحكومات بشكل لا لبس فيه جميع أشكال الإرهاب، وأن تعمل الحكومات معاً لمحاربة الإرهاب العالمي". 
•  "يكافح المجتمع الدولي لإيجاد أموال كافية لتلبية احتياجات أكثر من 70 مليون لاجئ ومشرد في العالم اليوم".
•  "من الضروري إيجاد حل عادل ومنصف وواقعي لقضية اللاجئين الفلسطينيين لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني".
•  "تم طرد عدد مماثل من اللاجئين اليهود من الأراضي العربية بعد فترة وجيزة من قيام دولة إسرائيل، يجب تطبيق حل عادل لهؤلاء اللاجئين اليهود من خلال آلية دولية مناسبة منفصلة عن اتفاقيات السلام الإسرائيلية الفلسطينية".
•  "القدس مقدسة للعقائد المتعددة ولها أهمية دينية بالنسبة للكثير من البشر".
•  "يجب التعامل مع قضية الأماكن المقدسة وخاصة الحرم القدسي الشريف بأقصى درجات الحساسية".
•  "كانت دولة إسرائيل حارساً جيدا للقدس، أثناء إدارة إسرائيل، أبقت القدس مفتوحة وآمنة".
•  "يجب أن تكون القدس مدينة توحد الناس، ويجب أن تظل دائماً مفتوحة لعابدي جميع الأديان".
•  "لا تتوقع الولايات المتحدة الأمريكية أن تتفاوض دولة إسرائيل مع أية حكومة فلسطينية تضم أياً من أعضاء حماس أو الجهاد الإسلامي أو بدائل لها، ما لم تلتزم الحكومة الفلسطينية، بما في ذلك أعضاؤها من حماس أو الجهاد الإسلامي بشكل لا لبس فيه وصريح بعدم اللجوء إلى العنف".
•  "إذا أسفرت المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين عن اتفاق سلام، فلن يُتوقع من دولة إسرائيل أن تنفذ التزامها بموجب اتفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني، إلا إذا كانت السلطة الفلسطينية أو هيئة أخرى مقبولة لدى إسرائيل تسيطر بالكامل على غزة وتمنع الإرهاب وتنزع سلاح المنظمات في غزة بحيث تكون غزة منزوعة السلاح بالكامل".

البُعد الصهيوني في الرؤية
المشروع الصهيوني في عهد قادته الأوائل أسس دولة "إسرائيل" بصيغة علمانية ككيان سياسي مقبول لتسويق مشروع دولة ديمقراطية تقوم على حرية الأديان والوطن للجميع، إلا أن البعد الديني كان واضحاً من يومها الأول حين سموها "إسرائيل". أما اليوم فإن البعد الديني اليهودي والمسيحي الصهيوني، كان واضحاً في خطاب دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وبنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، وهما يحتفلان بالإعلان عن "صفقة القرن".
الروح اليهودية والتطرّف اليميني يعبر عن نفسه صراحة في سطور رؤية "صفقة القرن"، حيث تعتنق فيها اليهودية الصهيونية مع المسيحية الصهيونية التي تعتبر مسيرة الإنجيل والتوراة واحدة، ويعتبر صهاينة المسيحية أن عودة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة فيها مقدمة لعودة السيد المسيح.
"صفقة القرن" تدعو للتطهير العرقي وتبادل الأرض والسكان وتغيير ديمغرافي. وتطرّقت صراحةً إلى مدينة القدس موحدة كعاصمة لإسرائيل وتحت سيادتها المطلقة، وإلى حق اليهود في أرض فلسطين غربي نهر الأردن كما هو مثبت في الأساطير التوراتية ومزاعمهم التاريخية.

الفرضيات التي قامت عليها الصفقة
•  "السلام سيحقق فرصاً اقتصادية هائلة للإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة ككل".
•  "يرغب الكثير من الفلسطينيين في السلام والحصول على الفرص الاقتصادية الهائلة والمزايا الاجتماعية التي تنتظرهم إذا أمكن تطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل".
•  "إذا قام عدد أكبر من الدول الإسلامية والعربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل فسوف يُساعد ذلك على المضي قدماً في حل عادل ومنصف للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ويمنع المتطرفين من استخدام هذا الصراع لزعزعة استقرار المنطقة".
•  "الحل الواقعي يمنح الفلسطينيين كل السلطة لأنفسهم ـ ولكن ليس القوى التي تهدد إسرائيل ـ يستلزم هذا بالضرورة منح بعض السلطات السيادية في المناطق الفلسطينية لإسرائيل مثل الحفاظ على المسؤولية الأمنية الإسرائيلية والسيطرة الإسرائيلية على المجال الجوي غرب نهر الأردن، تخلق هذا الرؤية حلاً واقعياً يقوم على دولتين تعيش فيه دولة فلسطين آمنة ومزدهرة، بسلام إلى جانب دولة إسرائيل في منطقة آمنة ومزدهرة".
•  "توفر هذه الرؤية فوائد إيجابية للمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية ودول المنطقة".
•  "أدت التهديدات التي يُشكلها نظام إيران الراديكالي إلى واقع جديد، حيث تتقاسم دولة إسرائيل وجيرانها العرب الآن تصورات متشابهة على نحو متزايد حول التهديدات التي تمس أمنهم". 
•  "إذا أمكن تحقيق السلام فإن التعاون الاقتصادي والأمني بين دولة إسرائيل وجيرانها العرب يمكن أن يخلق شرق أوسط مزدهراً مرتبطاً برغبة مشتركة في الأمن والفرص الاقتصادية".

الحيثيات والركائز التي بُنيت عليها الحلول في الصفقة
•  "توصلت دولة إسرائيل للسلام مع اثنين من جيرانها، لقد صنعت السلام مع جمهورية مصر العربية عام 1979م، وصنعت السلام مع المملكة الأردنية الهاشمية في 1994م".
•  "حَسّن اتفاق السلام مع مصر والأردن الذي يبلغ من العمر 40 و25 عاماً من حياة المواطنين في إسرائيل والأردن ومصر".
•  "غياب العلاقات بين إسرائيل ومعظم الدول الإسلامية والعربية أدى لتفاقم الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
•  "كانت رؤية رابين هي الأساس الذي أُقرت بناءً عليه في الكنيست اتفاقيات أوسلو، ولم ترفضها القيادة الفلسطينية في ذلك الوقت، القدس موحدة تحت الحكم الإسرائيلي، وأجزاء الضفة الغربية التي يقطنها عدد كبير من اليهود ووادي الأردن يتم دمجهم في إسرائيل، ويخضع باقي الضفة الغربية إلى جانب غزة للاستقلال المدني الفلسطيني". 
•  "قدرة الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن الفلسطينية على العمل بشكل تعاوني توفر الأمل في سد التحديات الأمنية في اتفاق سلام إسرائيلي نهائي". 
•  "التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين دولة إسرائيل والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية ودول أخرى في المنطقة، قد عزز أمن كل من هذه الدول". 
•  "كان التوصل إلى اتفاق شامل بعيد المنال، وأعاقت موجات الإرهاب والعنف العملية بشكل كبير، ولا يوجد سوى اتفاق شامل مقترن بخطة اقتصادية قوية للفلسطينيين وغيرهم، تطرح القدرة على إحلال سلام دائم للطرفين".
•  "غزة والضفة الغربية منقسمتان سياسياً، تدير حركة حماس غزة وهي منظمة إرهابية، وفي الضفة الغربية تعاني السلطة الفلسطينية من مؤسسات فاشلة وفساد مترسخ تحفز الإرهاب". 
•  "يجب الاعتراف بأن إسرائيل قد انسحبت فعلاً من 88% على الأقل من الأراضي التي استولت عليها عام 1967م، والتي هي جزء من موطن الأجداد للشعب اليهودي، التي يجب اعتبارها تنازلاً هاماً".
•  "السيادة مفهوم غير متبلور تطور على مر الزمن".

الدويلة الفلسطينية المقترحة
دولة منزوعة السلاح تماماً في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، مع اشتراط أن يحكم غزة قوى غير حماس والجهاد الإسلامي والتنظيمات الأخرى المسلحة.
تكون عاصمة "الدولة" في الضواحي المجاورة لشرقي القدس، مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة ستقيم سفارة لها في هذه الضواحي، بينما تكون القدس كلها بتوصيفها "الإسرائيلي" مدينة موحدة وعاصمة لـ"إسرائيل".
يتم استقطاع المستوطنات "الإسرائيلية" في الضفة الغربية وضمها لـ"إسرائيل".
لا عودة لحدود 1967، وإبقاء حدود الدولة الفلسطينية غير مرسمة لمدة 4 سنوات، يتم خلالها تحقيق تواصل جغرافي بين أراضي الدولة الفلسطينية عبر جسور وأنفاق وتجميد الاستيطان شريطة ألا تشكل هذه الدولة الفلسطينية بأي شكل من الأشكال خطراً على الأمن "الإسرائيلي"، ولا يجوز للسلطة الانضمام لأية منظمة دولية دون موافقة "إسرائيل". والإقرار بـ"يهودية الدولة الإسرائيلية".
لن تزيل "إسرائيل" أية مستوطنة، ويتم ربط المستوطنات "الإسرائيلية" التي تقع داخل مناطق السلطة الفلسطينية بشبكات نقل، أما الفلسطينيون الذين يقعون في مناطق "إسرائيلية" فيسمح لهم بالتنقل نحو أراضي السلطة الفلسطينية.
يخضع نهر الأردن للسيادة "الإسرائيلية"، مع تعويض المزارعين الفلسطينيين أو الترخيص لهم في هذه المنطقة.
المياه الإقليمية لغزة تبقى تحت السيطرة "الإسرائيلية".
دمج سكان قرى المثلث الفلسطيني (كفر قرع، وعرعرة، وياقة الغربية، وأم الفحم… إلخ) مع السلطة الفلسطينية، ومقايضة الفلسطينيين بحيث يتم ضم مناطق للسلطة الفلسطينية تعويضاً عما سيقتطع منها.
تبقى المعابر للدولة الفلسطينية خاضعة لرقابة السلطة "الإسرائيلية"، كما أن الولايات المتحدة مستعدة للاعتراف بالسيادة "الإسرائيلية" على أراضٍ محتلة (غور الأردن، والكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، وهو التفسير الذي أشار إليه نتنياهو في المؤتمر نفسه).

أترك تعليقاً

التعليقات