الغفوري الذي لم يستغفر بعد!
 

نجيب القرن

نجيب القرن / لا ميديا -
يرى الغفوري في نسجه الأخير أن الإمام علي وعبدالرحمن بن أبي بكر والأشتر قادة لعصابات وقطاع الطرق، ومعاوية وابن العاص أصحاب الشرعية الحقة!
هل يستطيع الغفوري الخوض في تاريخ وشخصية معاوية وعمرو حتى يدرك متابعوه والمطبلون له الفرق بين الجهتين أو الجبهتين؟!
أجزم أنه لو قام بذلك لما تفوه أحد بلمز الإمام علي بحرف واحد.. ولربما راجع نفسيته المريضة.
عودة إلى حاضرنا في بلدنا يا مروان.. وليسأل الجميع أنفسهم سؤالا: مع من يقف اليوم قطاع الطرق والقتلة، خريجو السجون وجماعات الإرهاب وقطاع الطرق فقط، وليس الأحرار الشرفاء؟! مع من وأين يقفون اليوم؟
ناهيك عن تحالف بعراني وتوفير الغطاء الدولي طيلة 8 سنوات.
قلنا مرارا وتكرارا إن محور المقاومة يقف بوضوح في جهة ومحور الشر والمطبعين وبقية الجوقة في جهة أخرى.. وكفى هذه المعادلة نهاية السطر.
أين يتلوى مروان الغفوري اليوم؟!
الرجوع لأحداث قديمة واستهداف شخصية الإمام علي واستدلال الغفوري بروايات وقصص لا نجزم بصحتها، وأغلب التاريخ مشكوك فيه، لأن معظمه كتب تحت رحمة سيف الأمير ومن كان يملك الذهب والدينار!
الغفوري ينتقي شذرات من أقوال ابن تيمية وبعض قدماء ناصبوا الإمام علي وأتباعه العداء نتيجة لبريق الذهب الذي جعلهم يومها يصنعون ماكنة التزوير التابعة للأمويين أيام (جمع الأحاديث) في عهدهم، ضاربا عرض الحائط بكل أقوال ومؤلفات جهابذة التاريخ الإسلامي والذين تحدثوا عن علي بن أبي طالب بإنصاف دون مغالاة.
لا ندعي أن الإمام علي معصوم كبعض الذين رفعوه إلى (مقام النور) ولا نصدق كل ما روي عنه من هالة قداسة.. هو بشر بالتأكيد، لكن ليس من العقل والإنصاف أن نتناوله ونصوره قائدا لعصابات وقطاع الطرق! وكأن الأمة التي بايعته خليفة هم الصعاليك فقط بنظرك يا غفوري، لقد غاليت كثيرا. ومن يفرح بكتاباتك القادحة ويؤيدك بنسخ (حزاويك) إنما لأنه وجد متنفسا في حرفك ليعبر عن حقده وغضبه ضد “الحوثي” لا غير.. وهي حالة غريبة ومرض نفسي دفين للأسف.
هل تستطيع أن تتحدث عن معاوية وصاحبه عمرو حتى يقارن القارئ كلامك ويدرك حقيقة الطرف الذي كان يقف ضد علي وعبدالرحمن بن أبي بكر والأشتر؟!
لن تستطيع ذكر تاريخ حياة الطرف الآخر بالتأكيد، لأنك ستنسف كل ما حملته ضد الإمام علي.. لو فعلت ذلك لأدركت الفرق بين الجهتين أو الجبهتين.. ولعرف متابعوك لماذا نشبت الحروب ضد علي وأجبرته على المواجهة، ومن أججها وجعل من (قميص عثمان) طريقته للقتل والخروج والتملك بعد ذلك والوصول لكرسي الخلافة وتحويله “لأسرته”! ومن هنا بدأ الانحراف الخطير عن الدين وموضوع الأسرية.. يا من تنكرون موضوع التوريث الأسري عودوا لتعرفوا متى بدأ ومن قام به.
أما علي فلم يوص بالحكم ولم يورثه لبنيه الحسن والحسين كما ورث معاوية العرش ليزيد، ولم يكن يطلبه أساسا وإنما جاء إليه بعد قرابة 30 عاماً من تولي خلفاء قبله، وحمل الأمانة في وقت كانت الفوضى قد انتشرت والفساد السياسي قد بلغ مبلغه.

أترك تعليقاً

التعليقات