الانقلاب على الوطن!
 

نجيب القرن

غالبية سكان الكرة الأرضية من الإنس والجن، يدركون جيداً حقيقة سِفاح شرعية هادي الملقحة بعير المبادرة الخليجية، والتي تمخضت عبر انتخابات ديكورية وصناديق جوفاء، أنتجت واقعاً مشوهاً. 
إنها شرعية الزور المضحكة، والتي لم تكن سوى تمثيلية سمجة، وتطاول أرعن على أسس الديمقراطية المحترمة، وانقضاض على القيمة المثلى لمعنى كلمة حرية التعبير والاختيار.. حالياً يطلقون ويمعنون في تسميتنا بالانقلابيين، ظناً منهم أن مصطلح انقلاب يعد تهمة وتشنيعاً، مع أن كلمة انقلاب قد تكون في موضع النعمة أحياناً (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء).
نعد في نظرهم انقلابيين على شرعية هادي، رغم أننا ما زلنا حتى اللحظة ننادي بإمكانية عودة من تبقى من العقلاء والمغرر بهم للشراكة والسلم.. فهل رأيتم أو سمعتم عن انقلابيين يبحثون عن إمكانية عودة وشراكة المنقلب عليه؟!
إذا كنا فعلاً انقلابيين كما يدعون ويتصورون، فانقلابنا لم يكن سوى ضد مخرجات تلك الوجوه المترهلة، والتي عفا عليها الدهر، وولغت وأوغلت في الانحدار تجاه دهاليز الفساد وأقبية العمالة لعشرات السنين، ومازالت توغل رغم كل عوامل التعرية الخَلقية والخُلُقية، وتصارع لأجل البقاء والاستمرار في خطها الإجرامي الذي أدمنت عليه، بل أصبح الإجرام والتمسك بالسلطة جزءاً لا يتجزأ من تكوينهم النفسي، ولا يستطيع فصله عنهم سوى خط الموت.
علي محسن (الرجل الأول في الدولة)، بحسب اعترافه سابقاً، وأيضاً هادي الذي ظل ما يقارب الـ20 سنة نائباً لصالح دون أي نشاط يذكر.. هل الانقلاب عليهما لو كان فقط موجهاً ضد مدة عمرهما المتكلس، وليس فسادهما.. هل يعد خطأً قانونياً وإثماً مبيناً، أم واجباً كونياً وحياتياً وشرعياً؟!
ولأنهم على الأقل أيضاً من بقايا النظام السابق! ألم يكن في نظركم نظاماً منتهياً وفاسداً، أم تعتقدون أن تلك العجائز ليست من مخلفات النظام، وأنها ولدت من رحم الطهر والقداسة، وما زالت في بداية باكورة مشوارها السياسي؟!
حقيقة الانقلاب الأفظع والأسوأ هو ما قمتم به أنتم برعاية هؤلاء المتخثرين ضد الوطن كرد فعل أهوج وممنهج.. لقد ارتكبتم بتأييدكم وإباحة الأرض للعدوان خطأً تاريخياً لا يكاد يغفره أو يكفره شيء! 
انقلبتم ضد الوطن بأكمله، ضد ترابه ومآثره ومساكنه وساكنيه، بإضفائكم الشرعية لتحالف بني سعود لغزوهم وصب حقدهم وإجرامهم بحق شعبنا ووطننا.
لقد انقلبتم وقلبتم اليمن بكلها، وما زلتم تحاولون جعل عاليها سافلها.
حسناً.. ما الذي كان سيضير البلد لو تركتم الفرصة لنا نحن الانقلابيين بحسب تسميتكم، لنحكم فقط (رقابياً) لا عملياً؟!
لنفترض أنه كان انقلاباً حقيقياً كما تفسرونه.. ألا توجد هناك دول عدة حكمها انقلابيون،واستمروا ونجحوا؟!
للعلم أن تاريخ جمهوريتنا اليمنية تعاقب عليها غالبية الرؤساء، إن لم يكن جلهم، وذلك بشكل انقلابي أبيض!
هل تجرؤون مثلاً على الاعتراض ونقد حكومة البشير الانقلابية في السودان، والتي انقلبت على حكومة وشرعية صادق المهدي المنتخبة شعبياً عام 1989م؟!
نحن في بلدنا لم نأتِ لننازعهم مناصبهم، ونزيحهم كلياً، لنصبح البديل، لكن لو افترضنا صحة ادعائهم أننا انقلبنا، فما الذي سيحصل أكثر مما هو حاصل اليوم..؟ ما الذي سيجري لو تركوا هؤلاء الشباب المتحمس في اللجان الشعبية، لأن يجربوا حظهم مع الشعب، ولو بضعة أشهر، فإن نجحوا كان بها، وإن فشلوا أعدتم سريعاً هادي ومحسن واليدومي وياسين والعتواني، ولو على العكاكيز أو حَبواً، ليتحنطوا على جدران قلوبكم..! أليس ذلك أفضل وأحكم وأنسب من كل هذا السعار والحقد والغباء المؤدي لقلب البلد وتدميره وهدمه كلياً؟

أترك تعليقاً

التعليقات