التحالف يتخلى عن شرعية هادي والأحمر!
 

نجيب القرن

من المؤسف أن الكثير من الناس لم يدركوا حقيقة نوايا العدوان ضد بلدنا برغم هذه المدة الطويلة، والتي كشفت بجلاء هدف هذا التدخل المباشر من قبل أسرتي بني سعود وبني نهيان ومن ورائهما أمريكا وإسرائيل بشكل لا يحتاج إلى مواربة أو قناع.
لطالما ظل المؤيدون المنقادون بعقال الخليج يبررون لهمجية العدوان على أنه من أجل إعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب.. مع أن غالبية مقاتلي الإخوان والجماعات السنية المتطرفة تقاتل تحت ذريعة الدفاع عن أم المؤمنين عائشة وعن الصحابة والقضاء على إيران، تلمس ذلك من خلال خطابهم الإعلامي وإثارة مواضيع مذهبية لا يرقى واحد منها لإباحة حمل السلاح ضد معتقده، هذا إن كان فعلاً موجوداً على أرض الواقع.
الشرعية التي ما زالوا يمارسون القتال تحت ظلالها، رأينا كيف أنها أصبحت غير قادرة على المكوث ولو لأيام قليلة في مناطق تقع تحت سيطرة التحالف نفسه في الجنوب أو في مأرب أو داخل بضع مديريات في تعز، عدا ما كان من زيارات خاطفة بغرض مغالطة الجماهير المؤيدة، وإشعارهم أن الشرعية تنبض بالحياة.
من الأهداف التي يسعون لتحقيقها وتخدم مشروع العدو الذي يدير اللعبة عبر أدواته الخليجية المباشرة، هدف تقسيم وتجزئة البلد تحت يافطة مسمى الأقاليم وعودة الشرعية، الكثير للأسف يظن أن الأقلمة هي الحل، دون إدراك أن خوض هذه التجربة لها أولويات لتحقيق نجاحها, تحتاج رؤية دولة مكتملة وقائمة على دستور يستفتى عليه، تحتاج لجيش حقيقي موحد يعمل على حماية البلد بأكمله، لا جيش يعجز عن حماية برج كهرباء، ويعجز عن إيقاف مجموعة إرهابية وصلت إلى مبنى الدفاع ومجموعة أخرى تفر من داخل السجن المركزي!
لسنا معترضين على خوض أي شكل من أشكال الدولة المعمول بها في عدة بلدان، سواء تحت مسمى (الأقاليم، أو الولايات، أو الإمارات) أو غيرها من المسميات، لسنا معترضين حتى على إقامة تجربة الدولة الكونفدرالية مع أية دولة أخرى يجمعنا بها رابط الدين واللغة والعادات والتقاليد، لكن كل ذلك لن يتأتى إلا في ظل وجود أهم أسس الدولة، وفي مقدمتها مؤسستي الجيش والقضاء.
يسعى الأعداء حالياً لتمزيق النسيج الجغرافي والاجتماعي، وتحويل كل القرارات السيادية المهمة عبر مشكاة قصور بني سعود وبني نهيان، وكمثال واضح ليس ببعيد لاحظوا ماذا يجري اليوم في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم.
شكل الشرعية التي يريدونها على الأرض غدت بعدة مقاسات، فهناك شرعية عرادة وعلي محسن بأرض مأرب، وهناك شرعية أبو العباس في تعز، وشرعية بن بريك في حضرموت، وبقية فصائل الحراك بقيادة الزبيدي سيعطى لها مساحة لتتحرك وتزاول شرعيتها، وأما هادي فمؤكد سيزاول شرعيته، ولكن من شرفة فندق في الرياض.
وفي الأخير، كل تلك القيادات المتعددة والمتباينة لا يمكن لإحداها أن تتفلت من بين أصابع اللاعب الحقيقي، والذي طالما أغدق عليها بالمال والسلاح، ليحولها حقيقة على هيئة أراجوزات يلهي بها المغفلين باسم إعادة الشرعية للبلد.

أترك تعليقاً

التعليقات