نهاية مخزية لطالما حذرناهم منها!
 

نجيب القرن

نجيب القرن / لا ميديا -

مع اقتراب الخطر تجاه شخوصهم وملامسته لهم خصوصاً بعد ممارسات سجن بئر أحمد، وبعد سلسلة اغتيالات استهدفت أئمة الجوامع في الجنوب من الذين معظمهم إن لم يكن جميعهم رحبوا بالعدوان في بدايته، وصمتوا عن ممارساته لسنوات، وبعد أن خُنقت شرعيتهم ولم يسمح للمنتسبين لها بممارسة مهامهم مع أنه في الحقيقة لا مهام لهم سابقاً، فقط اليوم تكشفت الوصاية السعودية بوضوح، بعد كل هذه الأمور المتعلقة بمس ذواتهم، خرج البعض من المنتسبين لحكومة الفنادق وبعض ناشطيهم يتذمرون من ممارسة العدوان، وبدأت بعض الألسن تحكي وتصرح أن التحالف يتجه نحو الغزو والاحتلال، البعض طبعاً لم يصرح مباشرة أن هناك غزواً لبلدنا، بل ذهب مستخدماً لغة التورية.
يقولون "أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي"، لكنها لا تنطبق عليهم بتاتاً، لأن هؤلاء مقاصدهم واضحة ومكشوفة.. اعتراف البعض حالياً بوجود غزو واحتلال للأرض ليس معناه استفاقة متأخرة أو صحوة ضمير، هو فقط جاء نتيجة لعوامل متعلقة بـ"الأنا" المتضخمة والأنانية المتكدسة في تلك الوجوه القميئة لا غير. 
عشرات الآلاف من المدنيين قتلوا، دمرت غالبية البنى التحتية، جرائم حرب لم يشهد لها التاريخ مثيلاً مورست ضدنا، كل ذلك ولعدة سنوات لم يحرك فيهم ساكناً، واليوم فقط اكتشفوا أن هناك غزواً واحتلالاً!
لا تفرحوا لهذا التحول الواهي أو تهللوا لرؤية سرابهم.. اتركوا السفلة في دائرة سفالتهم، لا تفرحوا بهم فلسنا بحاجة لهم، ولن يشكلوا معنا أصلاً رقماً بقدر ما سيكونون عبئاً علينا، هذا إن كانوا فعلاً استفاقوا وأدركوا حقيقة الاحتلال ومخططاته.. حالتهم الآن أشبه بحالة الفرعون الذي لم يؤمن إلا بعد أن مس الغرق شخصه، فلم ينفعه إيمانه وتصديقه حينها.
صحيح أن الكثير الآن سيعود وربما يتندم، لكن بين عودة وأخرى بون شاسع.. إن صحوتهم ليست نابعة عن تصديق حقيقي بقدر ما هي فقط تعبير عن حالة تمرد واستياء ونتيجة ردة فعل لركلات لحقت مؤخراتهم، لطالما حذرنا وأكدنا منذ البداية أنهم سيصلون يوماً لهذا المستوى المتخبط والمخزي، فما هم عليه حالياً هو نتيجة حتمية تلحق كل هين متكئ على عون الظلمة والمجرمين.
إذا كان الواقع يفرض علينا أن نرحب بالعائدين، فهو فقط للمغرر بهم لا غير، أما القادة المعتقون من دهاقنة المكر والخداع، والملطخون بعهر المواقف الدنيئة، فلا أهلاً ولا مرحباً بهم.. ليغرقوا نتيجة خيانتهم وعمالتهم بين صفع وركل أسيادهم قبل أن تصلهم يد الشعب وتطويهم إلى مزبلة التاريخ.



أترك تعليقاً

التعليقات