موتوا بغيظكم
 

سرور عبدالله

سرور عبدالله / لا ميديا -

تعاقبت سنوات هذا الزمن ودارت عقارب الموت خلالها حتى بلغت وجهتها ومنتهاها وحققت أهدافها ومبتغاها فلدغت بقسوة الكيان المفسد الذي صنعها ورباها، تهاوت أعمدة الهلاك على رؤوس من بناها، وهدمت كل أسس المؤامرات فوق من خطط ودبر لها وسواها. مكروا ومكر الله، استقووا فغابت عنهم قوة الله، تهافتوا على رفات معلقة أضغاث أطماعهم على مشجب العمالة ونسوا نعمة الإسلام وقداسة الكرامة. باعوا أنفسهم للشيطان بحطام بخس وتحالفوا مع الدناءة بكل قذارة وقبلوا الذل والهوان تحت راية التبعية والاحتلال.
نعم هؤلاء من يجوز لقاموس طريقنا الطاهر أن ينعتهم بالحثالة، ومن يحق لنا اليوم أن نقول لهم موتوا بغيظكم، موتوا كمن يتصعد في السماء ضيقة صدوركم حرجة تتمنون نهاية ما أنتم عليه من عذاب وخزي وعار.
موتوا بغيظكم، فمشروع العزة والكرامة قائم وكتاب الله محفوظ وجند الإسلام هم جند الله الغالبون، هم اليوم من ينكلون بكم ويصفعون وجوهكم كل لحظة بانتصارات وبطولات لا حيلة لكم أمامها إلا الذهول، ولا قدرة لكم على تحديها وإن تحالفتم مع كل رجيم ومع كل حقير. هم جند الحق حاملو شعار المسيرة القرآنية الخالدة ورافعو صرخة الحق الرائدة المتصدون لجبابرة الأرض الحامون للدين والوطن والعرض، الذين كلما زاد تأجج حقدكم عليهم زاد انبلاج إيمانهم بأنهم يقاتلون الباطل ليظهروا الحق ويرعبون الشياطين بمأمن الله.
موتوا حفاة عراة عالة لا كينونة لكم ولا مكانة مهما امتلكتم من كنوز الأرض. موتوا على ملة أمريكا وإسرائيل عملاء سافلين مطأطئين رؤوسكم في كل جبهة، خاضعين خانعين راكعين ملعونين لا موطن لكم ولا مأوى، مشردين كقطط الشوارع تمدون أيديكم لأرزاق أو صدقة من أوليائكم وأسيادكم الذين أصبحوا يمقتونكم.
موتوا بغيظكم، فقد تعالت أصوات الصرخة من كل مئذنة ونُحِتت فوق كل سور وفي كل صدرٍ مؤمن وقيلت في كل مناسبة ومجلس وتجمع ومحفل وصارت رنين الجيش وأنشودة الساحات وأصبحت بما تحتويه من قيم وثوابت وأسس وقناعات المحرك للثورات والمؤرق لكل أعداء الدين.
نعم هي مسيرة الوعد والوعيد التي بدأت مشروع الحرية والكرامة بكل بسالة مقاومة لكل عوامل الإحباط ومتحدية لزمجرة الطغاة وجحافل الكفر، مقاومة لكل أنواع العذاب التي جوبهت بها، لم توقفها قضبان السجون، ولم يفنها قطع الأرزاق والطرد من الوظائف، ولم تعق مسيرها كل تلك الاختطافات الاستخباراتية التابعة لقوى الدول الأجنبية لكل معتنقي قيمها، ولم تخف من التهديدات الظالمة ولا من التهم الباطلة، ولم تتراجع أبداً حين صُبت فوق القرى والبيوت والشيوخ والنساء والأطفال 6 حروب همجية أمريكية إسرائيلية صريحة بعمالة داخلية قبيحة لا تستحي مما لحق بها أمام الشعوب من صور الفضيحة. واستمر مشروع المسيرة الذي أطلقه بمسؤولية الواعي المتفهم لقضايا الأمة الإسلامية والخطر المحدق بها الحريص عليها بقلب المؤمن الحق الشجاع الشهيد القائد عليه السلام، مشروع الحياة الذي أنكره المنكرون جهلا بمضامينه وكبراً وغرورا وخوفاً من قوى الشر ودول الاستكبار. استمر مشروع الخير يسير بمشكاة النور، ليضيء الطرقات التي كانت مظلمة ويشرق بتباشير شمس الحق أزقة تلك القلوب المعتمة ويبعث نبض التآخي والتسامح ويدعو رغم ما لاقاه من الضيم والظلم إلى الصفح ووحدة الصف المسلم ضد المتآمرين عليه. استمر جلياً علماً مع استمراركم في الخداع والكذب ومحاولات تشويهه وتغييبه وقول كل ما ليس فيه من بهتان وادعاءات وإشاعات على مختلف الأصعدة والمسارات.
موتوا بغيظكم أنتم أيضاً يا من كنتم تتظاهرون بالتدين وتطيلون اللحى وتحفظون القرآن من غير وعي وتصلون صلاة الساهين، وتسبحون لمن لا تعرفون، وحين ظهر مشروع الحق وعلت صرخة الحقيقة أصابكم ما أصاب أعداء الله ودينه من الذعر، وهاجمتم وهجمتم بلا إنسانية وكشفتم أنكم بلا أخلاق وأنكم مجندون للنفاق فبتم تعادون الدين وتنصرون الباطل وتعبدون إسرائيل، ثم لم تجدوا حرجاً من مواقفكم ولم تجنوا منها إلا ما جناه المسلوب من فم الذباب.
موتوا بغيظكم يا من ترتدون عباءة الوهابية لأن الطائفية والتفرقة التي حاولتم أن تنشروها بين المسلمين أصبحت رصاصة فاسدة لا تصيب. ففلسطين صامدة وحزب الله في لبنان هو المنتصر وسوريا لم تهزم والعراق لم يمت وإيران دولة إسلامية شامخة أمام اليهود واليمن ستظل يمن الإيمان وأرض الحضارة ومنبع المسيرة التي لن تقف خطاها إلا في بيت المقدس. المسيرة التي جاءت لتستعيد ما ذهب بفعلكم، وتحفظ ما فُقِدَ بتخاذلكم وتعزز ما أرخصتموه بتحالفكم. موتوا كمداً ووجعاً وحسرة، فالصرخة ستبقى سلاحاً يُفجِّر أجسام أمريكا ويقتل قلوب اليهود ومن والاهم أمثالكم، والنصر للإسلام ما تعاقبت الشعوب والأزمان حتى إن أبيتم.

أترك تعليقاً

التعليقات