من نحن؟!
 

سرور عبدالله

سرور عبدالله / لا ميديا -

من نحن؟! إننا هذا الشعب الذي قارع كل مراوغات العالم، وانتصر خلال سنوات طويلة على كل التحديات والويلات، وتصدى بما أتيح له من قدرات وإمكانات لكل أشكال التعسف والظلم والاعتداءات...
نحن الشعب الذي لم ينخرط في مزيج التحضر والتطور الغربي الموجه ليشمل العالم كله كي تصبح كل قارات الأرض بما تتضمنها من دول ودويلات وممالك مجرد أزرار إلكترونية مأمورة، تضغط عليها الأصابع الليبرالية الأمريكية و"الإسرائيلية" النجسة متى ما أرادت مشيئتها الشيطانية، لتنفذ مخططاتها المدروسة بوعي وتدبير ضمن حلقة اللاوعي والتجهيل.
نحن هذا الشعب الذي استوعب حجم الكارثة، وتدارك تفشي المصيبة، وأغلق المنافذ أمام التقسيمات الفيدرالية... الشعب الذي أراد لنفسه البقاء ثابتاً مستقيما مستيقظاً على صراط الحياة رغم ارتفاع هاوية الموت من حوله.
نحن الذين قلنا: لا، ونقولها وسنقولها، إزاء كل خدع وتضليلات الفاسدين نقولها لكل المنحطين الذين تعاقبوا علينا، لكل الخونة الذين ظنوا أنهم مانعتهم مرتبات العدوان من أمر الله تعالى ومن الإيمان بأننا نحن جند الحق الغالبون.
نحن هالة النور التي أراد العالم بما فيه من بشر أو أباليس متعاونين متحالفين على الإثم والعدوان أن يطفئوها بغبار طائراتهم وصواريخهم وأساطيلهم وأحدث تكنولوجيا قواتهم، فكان مكر الله معنا ضدهم.
نحن الشعب الذي ظنه الجاهلون بالتاريخ من الأعراب والأغراب لقمة سائغة يسيرة الابتلاع، فكان كل ظنهم -لا بعضه- إثماً عاد عليهم بمرارة الخسائر والهزائم.
نحن الذين جعلنا من الرمل اليمني مقابر لكل الحشرات الزاحفة نحونا. أجل، صمدنا وقاومنا وتصدينا وواجهنا وتحدينا وضربنا عمق المعتدين علينا، وأثبتنا للمأجورين حجم الذل والهوان الذي ارتضوه، وحجم الخطيئة التي ارتكبوها، فاغتنينا أمام حفنة الأموال التي باعوا ضمائرهم مقابلها، وتآزرت قلوبنا وأيدينا رغماً عن شبكات الخلايا التي قصدوا بها تدميرنا وتفريق شملنا وتفكيك تلاحمنا وترابطنا.
وها نحن اليوم لا نزال الشعب نفسه، متماسكين متمسكين بهويتنا، ندرك ونعي ونستوعب ونفهم جيداً أنه لا هدنة مع صهيوني وحليفٍ له، لا هدنة مع معتدٍ وعميلٍ له، لأن الهدنة ببساطة عدوان بطرق ووسائل جديدة وإلا كيف لفيروس كورونا الذي لم يصل وطننا أن يصل بعد إعلان العدو هدنته مباشرة؟! ألا يدعو هذا للتفكير، بل لقطع الشكوك باليقين من قبل المتذبذبين بأن العدو الذي باغتنا في وهن الليل قبل أعوام حاقد يهودي صهيوني لعين لا عهد له ولا ميثاق ولا ضمير؟!
خلاصة القول: نحن شعب استعان بقوة الله لمواجهة قوى الآثمين، لهذا لن نستسلم، لن نصدق، لن نحيد. قضيتنا دين ووطن وحضارة وإنسانية. ومن لم يعجبه ما نحن عليه فليضرب رأسه بأقرب جدار يواجهه، عسى أن تستيقظ تلك الخلايا في مخه، التي أصبحت ممغنطة بجاذبية الدولار.

أترك تعليقاً

التعليقات