‏سلاح ذو حدين‏
 

توفيق هزمل

توفيق هزمل / لا ميديا -
الاعتراف الأمريكي بقصوره الاستخباري، وبقدرات اليمنيين‎، له هدفان أساسيان‎:‎
الأول:‏ تضخيم حجم اليمنيين وقوتهم أمام الرأي العام العالمي لرفع حرج عدم ‏القدرة على القضاء عليهم أو قمع تحركاتهم وعملياتهم المناصرة لغزة، ‏وبالتالي تخفيف حجم الفضيحة والحرج الاستراتيجي الذي تواجهه أكبر قوة عالمية، والذي يظهر ضعفها وعدم فاعلية أسلحتها في مواجهة ‏أفقر وأضعف بلد في العالم، وبالتالي سقوط هيبتها وتشجيع الآخرين على ‏تحديها‎.
الثاني:‏ خلق حالة ثقة زائدة لدى اليمنيين تدفعهم للارتخاء ورفع سقف توقعاتهم ‏لمجريات ونتائج المعركة، بحيث تشكل الضربات الأمريكية أو أي إنجاز ‏تحققه أمريكا، مهما كان هامشياً، حالة صدمة وضرب للمعنويات‎.
إن التصدي للأهداف الأمريكية يستلزم فهمها والعمل على عكسها. فتصوير اليمن كقوة مادية وعسكرية أمام العالم يجب أن يواجه بخطاب خارجي يوصل حقيقة «هو الله» ,‎ فنحن مجرد آية من آياته جعل من إيماننا رغم ضعفنا عصى موسى لكسر ‏جبروت الأمريكان وقوتهم‎.
وبالنسبة للأهداف الداخلية في اليمن يجب رفع الجاهزية وافتراض أسوأ ‏السيناريوهات.
فمثلاً يجب افتراض أننا مخترقون بشكل واسع، ويجب تضخيم قدرات العدو التكنولوجية والاستخبارية، وبالتالي نضع خططنا الأمنية والوقائية والتوعية الشعبية‎ بناء على هذا الافتراض والتضخيم. وكما قال المثل: «من خاف سلِم»، والخوف المقصود يختلف عن الذعر أو ‏الهلع الذي يدفع للجبن والتراجع؛ هو خوف احترازي لا خشية من وقوع ‏المقدر، بل لإفشال أي مخطط أو تحرك للعدو حتى لو كان تخيلياً أو ‏افتراضياً‎.

أترك تعليقاً

التعليقات