أين الخلل؟
- توفيق هزمل الثلاثاء , 29 أكـتـوبـر , 2024 الساعة 7:26:19 PM
- 0 تعليقات
توفيق هزمل / لا ميديا -
هل سألت نفسك: أين الخلل؟! كيف يباد شعب ويُهجّر فيما بنو جلدته ولغته ودينه ومذهبه بين صامت ومؤيد؟!
إن المجتمع البشري برمته لديه نزعة عصبوية عرقية أو دينية، ولن تجد عبر التاريخ الإنساني عرقية ما أو ديانة تساهلت مع إيذاء بني جلدتها أو دينها.
قد يلجأ البعض للإجابة السطحية، وأن السبب وراء ما نشهده هو الأنظمة العميلة المستبدة أو الحكام الخونة. هذه الإجابة تطرح سؤالاً أعمق: لماذا كل حكام المسلمين في 57 دولة -إلا دولتين أو ثلاثاً- هم من الخونة أو المستبدين، أو بالحد الأدنى خانعين، فلم نرَ تحركاً شعبياً ورسمياً فاعلاً وحقيقياً من أي دولة إسلامية في طول وعرض العالم الإسلامي عدا من استثنيت آنفاً؟!
ألا ترى أمامك نمطاً سلوكياً؟ فرغم تنوع الأعراق والألسن فإن هناك جامعاً مشتركاً بينهم، هو الدين الإسلامي.
إذن، الموضوعية والتجرد من أي عصبية، وبنظرة شمولية، فإن أصابع الاتهام تشير إلى الدين الإسلامي، أي أن الخلل كامن في الإسلام ذاته؛ كونه العامل المشترك للنمط السلوكي السابق ذكره.
بالموضوعية والتجرد نفسيهما، ولكن هذه المرة بنظرة غير شمولية، أي بنظرة فاحصة، نجد أن هناك انحرافاً معيارياً في النمط السلوكي، يتمثل في بعض الدول أو المجتمعات التي تحركت وكسرت حاجز الصمت ولم تجلس على مقاعد جمهور المسلمين المتفرج.
فما هو السر وراء تمايز موقفها وانحرافها المعياري عن النمط السائد؟!
هنا يُطرح احتمالان: إما أنها دول أو مجتمعات غير مسلمة وتدعي الانتساب إلى الإسلام وهو منها براء، وإلا لو كانت مسلمة لكان سلوكها ضمن النمط السائد، وإما أنها دول أو مجتمعات تعتنق نسخة أخرى من الإسلام غير النسخة السائدة التي يعتنقها الأعم الأغلب من المسلمين.
هنا تقتضي الأمانة العلمية والموضوعية والمنطق التحقق من إسلام المجموعة اللانمطية، فإن كانت غير مسلمة عندها ستسهل الإجابة على سؤال: أين الخلل؟ ويصبح الخلل في الدين الإسلامي، وإن اتضح أنها مسلمة وتعتنق نسخة أخرى من الإسلام هنا يجب الغوص في دراسة كلتا النسختين لمعرفة جذور الخلل ومنبعه.
المصدر توفيق هزمل
زيارة جميع مقالات: توفيق هزمل