أين الخلل؟
 

توفيق هزمل

توفيق هزمل / لا ميديا -
هل سألت نفسك: أين الخلل؟! كيف يباد شعب ويُهجّر فيما بنو جلدته ولغته ودينه ومذهبه بين صامت ‏ومؤيد؟!
إن المجتمع البشري برمته لديه نزعة عصبوية عرقية أو دينية، ولن تجد عبر التاريخ الإنساني عرقية ما أو ديانة تساهلت مع إيذاء بني ‏جلدتها أو دينها.
قد يلجأ البعض للإجابة السطحية، وأن السبب وراء ما نشهده هو الأنظمة ‏العميلة المستبدة أو الحكام الخونة. هذه الإجابة تطرح سؤالاً أعمق: لماذا كل حكام المسلمين في 57 دولة -إلا ‏دولتين أو ثلاثاً- هم من الخونة أو المستبدين، أو بالحد الأدنى خانعين، فلم نرَ ‏تحركاً شعبياً ورسمياً فاعلاً وحقيقياً من أي دولة إسلامية في طول ‏وعرض العالم الإسلامي عدا من استثنيت آنفاً؟!
ألا ترى أمامك نمطاً سلوكياً؟ فرغم تنوع الأعراق والألسن فإن هناك ‏جامعاً مشتركاً بينهم، هو الدين الإسلامي‎.
إذن، الموضوعية والتجرد من أي عصبية، وبنظرة شمولية،‎ ‎فإن أصابع الاتهام تشير إلى الدين الإسلامي‎، أي أن الخلل كامن في الإسلام ذاته؛ كونه العامل المشترك للنمط السلوكي ‏السابق ذكره.
بالموضوعية والتجرد نفسيهما، ولكن هذه المرة بنظرة غير شمولية، ‏أي بنظرة فاحصة،‎ ‎نجد أن هناك انحرافاً معيارياً في النمط السلوكي‎، يتمثل في بعض الدول أو المجتمعات التي تحركت وكسرت حاجز الصمت ‏ولم تجلس على مقاعد جمهور المسلمين المتفرج.
فما هو السر وراء تمايز موقفها وانحرافها المعياري عن النمط السائد؟!
هنا يُطرح احتمالان: إما أنها دول أو مجتمعات غير مسلمة وتدعي ‏الانتساب إلى الإسلام وهو منها براء، وإلا لو كانت مسلمة لكان سلوكها ‏ضمن النمط السائد، وإما أنها دول أو مجتمعات تعتنق نسخة أخرى من الإسلام غير النسخة ‏السائدة التي يعتنقها الأعم الأغلب من المسلمين‎.
هنا تقتضي الأمانة العلمية والموضوعية والمنطق‎ ‎التحقق من إسلام المجموعة اللانمطية، فإن كانت غير مسلمة عندها ستسهل الإجابة على سؤال: أين الخلل؟ ويصبح ‏ الخلل في الدين الإسلامي‎، وإن اتضح أنها مسلمة وتعتنق نسخة أخرى من الإسلام هنا يجب الغوص في دراسة كلتا النسختين لمعرفة جذور الخلل ومنبعه‎.‎

أترك تعليقاً

التعليقات