في رحيل أبو ذر العُمري
 

توفيق هزمل

توفيق هزمل / لا ميديا -
لا توجد شخصية تشابه شخصية خليل العُمري، بل وتكاد تتطابق معها مثل شخصية الثائر أبي ذر الغفاري.
كان أبو ذر من السابقين الأولين المناصرين لمسيرة الحق، وهو أول من جهر بالإيمان رغم أن نبي الله طلب منه كتمان إسلامه في البداية، ولكن أبا ذر خرج وأعلن شهادته في المسجد الحرام أمام قريش فاضطروه وضربوه حتى أقعدوه.
وكذلك كان خليل العُمري، فهو من أوائل من ناصروا مسيرة الحق، وكان السباق في الجهر بالحق وإظهار مظلومية الأنصار للعالم يوم أن خاف الجميع وصمتوا.. وتعرض للأذى الذي تعرض له أبو ذر الذي كان أنموذجاً للصدق والزهد من الدنيا.
وكان خليل العُمري نسخة طبق الأصل، وشهادة لله إنه من أصدق الناس الذين قابلتهم في حياتي وأكثرهم زهدا، وكل ما كان يريده من الدنيا الستر وتعليم أولاده.
تميز أبو ذر بشجاعته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومواجهة الحكام علناً، وهذه كانت ميزة خليل الأبرز، فرغم طيبته المدهشة إلا أنه كان يحمل قلب أسد لا يخاف في الحق لومة لائم.
عانى أبو ذر من كلمة الحق وتعرض للظلم وقطع الرزق وكل أنواع الإساءة، ولكنه ظل صابرا ولم يتزحزح عن موقفه.
ولم أر في حياتي مظلومية ومعاناة مثل التي تعرض لها خليل العُمري، ولم أر مثل صبره وثباته على الحق.
يجسد أبو ذر العُمري أنموذجاً فريداً للثائر الحق الذي جعل همه الوحيد هو إعلاء كلمة الحق متجردا من مطامع الدنيا.. إنه بحق أبو ذر مسيرتنا..
لم أف خليل العُمري حقه، ولكن بعد أن يوارى الثرى سأحاول الكتابة عنه، وإن كنت متيقناً أنني مهما كتبت لن أنصفه ولو بعشر معشار قدره..
الشيء الذي أؤمن به أن أبا ذر الغفاري لن يبعث وحيداً وسيكون رفيقه خليل العُمري.

أترك تعليقاً

التعليقات