أبعاد تنموية
 

سيف الدين المجدر

سيف الدين المجدر / لا ميديا -
الإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها. والفرد الواعي والمدرك بالموارد الشحيحة يصنع المعجزات. والفرد غير الواعي وصاحب الفكر الخاطئ مع موارد عظيمة يصنع الفشل المنظم الذي يكون على أعلى المستويات في البلد، وتكون التنمية في مفهومه هي الرأسمالية، ويرى أن المجتمع يجب أن يبقى على حاله، وأن يكون الرخاء الاقتصادي مقتصراً فقط على الطبقات العليا التي هي في الأصل من نسج خياله العفن.
وعلى العكس فإن القائد الواعي شحيح الموارد، لا ينظر إلى الماديات، بل إلى الإنسان. والتاريخ يشهد بأن الذين يؤمنون بالماديات وحدها لم يصنعوا نصراً، لا اقتصادياً ولا عسكرياً، بينما القادة الذين قاموا ببناء وتعليم وتدريب الأفراد (الإنسان) حققوا انتصارات عسكرية واقتصادية لم تكن مؤقتة ركيكة، بل انتصارات لم تسقط أبداً، ففي الجانب العسكري القادة الذين قاموا ببناء القلة من الأفراد ذاك البناء الهادف وربطهم بقضيةٍ أو منهج ما، واجهوا بهم أعظم أمبراطوريات الاستكبار العالمي التي تمتلك من الماديات الكثير الكثير...
لذلك التنمية في بلادنا تتطلب منا بناء الإنسان بناءً هادفاً بالفكر الذي يربطه بقيادته ومنهجه وأمته، وليس ذلك البناء العلماني الذي يتنافى مع هويتنا كشعب يمني مؤمن، فالبناء العلماني لم يصنع لنا تنميةً مستدامة حتى عندما كانت الإيرادات تملأ البنك المركزي، علماً بأننا نخوض أشرس المعارك أمام دعاة هذا الفكر، وعلينا أن نعلم أن المشكلة ليست في شحة الموارد أو كثرتها، بل المشكلة في الفكر الخاطئ، في الذين ما زالت عقولهم تعيش هذه الإعاقة الفكرية. 
هناك مسارات صحيحة تسير بها مؤسسات وطنية ذات أهداف حقيقية مثل مؤسسة بنيان التنموية، هذه المؤسسة التي تمثلت أهدافها في بناء الإنسان على أرقى مستوى من تحمل مسؤولية، بل أمة بأكملها على أرقى مستوى من الإدراك والوعي بما تتطلبه المرحلة على وجه الخصوص، وما هي الأشياء التي سوف تنهض بالتنمية في بلادنا، وما هي المعوقات الفكرية التي تحول دون تحقيق النهضة المستدامة.
"بنيان" منهجيةٌ عظيمة تراهن على الفرد قبل الإمكانيات. المئات والمئات من الشباب الذين استلوا هذه المنهجية في وجه الصعاب وهم الآن يخوضون معركةً تنموية كبرى في عديد المحافظات، رجال عرفوا مسؤولياتهم أمام الله والمؤمنين وأمام بلدهم الذي يرزح تحت العدوان الغربي، وأخذوا يبينون للناس سبل التحرر من الهيمنة الاقتصادية التي يفرضها علينا قتلة الأطفال.
إلى الشباب الذين ما زالوا يعيشون التثاقل عن هذه الجبهة، عليكم أن تنطلقوا وتبادروا وتحسنوا إلى الناس، وذلك عبر منهجية القرآن التي تحث على التعاون والتكافل، التعاون المجتمعي من أجل إصلاح وإقامة وإيجاد بدائل وحلول للمعوقات التي يعيشها مجتمعنا على كافة الأصعدة.
وسلام الله عليكم أيها المهاجرون والمبادرون التنمويون، استمروا بعزيمة مجاهدينا الأبطال في الجبهة العسكرية، فالمعركة واحدة.

أترك تعليقاً

التعليقات