المنظمات مقاصل الاتكالية
 

سيف الدين المجدر

سيف الدين المجدر / لا ميديا -
منذ أن اختار شعبنا طريق الحرية والمقاومة ومناهضة قوى الاستكبار العالمي، شنت عليه هجمة غربية شرسة، قصفاً وقتلاً ودماراً. ولكن شعبنا أثبت لهم أنهم ضعاف جداً لولا العملاء والخونة في أوساط الشعوب.
سبعة أعوام كانت صخرة تحطمت عليها آمال الغزاة والمستعمرين الجدد، على المستوى العسكري والأمني. ولكن الجبهة الاقتصادية هي الأشرس، وهي الورقة التي يلقي بها الأعداء على طاولة المعركة.
قائد الثورة أعطى موجهات التحرك والانتصار في هذه الجبهة الشرسة، مؤكداً أهمية القطاع الزراعي، لأنه هو المخرج الوحيد وعامل الصمود في الجبهة الاقتصادية، وكذلك أعطى موجهات تنموية تعبّد الطريق للاكتفاء الذاتي، فتحرك المؤمنون كلاً في موقعه؛ اللجنة الزراعية والسمكية العليا، ووزارة الزراعة، ومؤسسة بنيان التنموية الرائدة في بناء الأرض والإنسان... كل هذه الجهات بدأت تنفيذ مشاريع وأنشطة، وتهيئة أرضية صالحة لموجهات عظيمة سوف تحقق الانتصار الاقتصادي.
ومؤخراً، قامت هذه الجهات الثورية بتحديد عدة مديريات في عدد من المحافظات الواقعة ضمن جغرافيا السيادة الوطنية، من أجل إقامة نموذج متكامل وراقٍ للاكتفاء الذاتي داخل تلك المديريات، إضافة إلى جعل المجتمع في تلك المديريات مجتمعاً منتجاً، وذلك بالتدريب والتأهيل والتمكين، خطة عظيمة تخدم الهدف الأعظم.
هذا أثار حفيظة منظمات الوهم التي صار لسان حالها يقول: "أنى يكون لكم ذلك؟!"، وبدأت بتكثيف أنشطتها في تلك المديريات بفكر اتكالي خبيث يصنع العجز والخنوع، يصنع الانهزام. فكلما أصلحت هذه الجهات الثورية قريةً هنا أو هناك جاء دعاةُ الهوان في هذه المنظمات وأفسدوها.
المبادرون التنمويون في تلك المناطق يتألمون كثيراً وهم في معركة كبرى، والقصور الكبير آتٍ من مجلس الشؤون الإنسانية. لا أعلم أنا كمواطن هل هذا عدم وعي أم قلة استشعار لخطورة هؤلاء المجرمين الذين يقومون الآن بقتل جيل كامل!
لو كانت صواريخ وقذائف لكانت أهون، ولكن الأمر أبعد من ذلك بكثير بكثير، حيث جيلٌ كامل يقدم للإعدام على مقاصل الاتكالية التي نصبها اليهود وأياديهم في هذا البلد.
يجب على الجميع أن يعلم أنها معركة بيننا وبينهم، بكل ما تعنيه الكلمة، حرب بين الإيمان المتمثل في الجهات والمؤسسات ذات الفكر الثوري البناء، وبين الكفر والنفاق المتمثل في المنظمات، وكل من يسهل لهم ويقف معهم. هذا ما يجب أن ندركه؛ معركة من نوع آخر، بلا نار أو دخان، ولكنها حرب على حماية روحية جيل بأكمله، و"حرب موائد".
بالنسبة للمديريات النموذجية التي قد قدمت من قبل المؤسسات الثورية كأرضية لإقامة نموذج راقٍ للاكتفاء الذاتي والبناء التنموي، يجب أن تزحزح من طريق أولئك اليهود نهائياً مهما كلف الأمر. يفترض على المجلس الإنساني أن يعي هذا الأمر. لا نريد أن نقف في طوابير "السوس العالمي"، ولا نريد أن تُعرقل مثل هذا الاستراتيجيات التنموية، فهذه المديريات هي شعلة الانتصار بإذن الله، والورقة الاقتصادية التي يرمي بها عدونا على طول المعركة سوف نحرقها بقوة الله وبحكمة قائد الثورة وبثبات المؤمنين.

أترك تعليقاً

التعليقات