اقتصاد المحور
 

سيف الدين المجدر

سيف الدين المجدر / لا ميديا -
شعوب وحركاتٌ تقارع الاستكبار والمستكبرين، وتدافع عن مظلومية عالمية، وتقف في وجه أعتى جيوش العالم؛ نعم، إنه محور المقاومة، الذي يحمل ثقافة القرآن ويمتلك قوة عسكرية عُظمى قادرٌ على استخدامها في أي وقت دون الانتظار لأي أمر من أي جهة هنا أو هناك.
جبهةٌ واحدة يتخندق فيها كل الأحرار في المنطقة، من فلسطين إلى طهران إلى سورية إلى الضاحية الجنوبية إلى العراق وحتى صنعاء.
تماسكٌ كبير لا يُقهر، في ظل معركة مستمرة بيننا وبين أعداء الأمة الإسلامية، على كل المستويات، عسكرياً وثقافياً واقتصادياً... إلخ.
فعلى المستوى العسكري، فإن القدرات العسكرية لمحور المقاومة تتنامى يوماً بعد يوم، والأعداء يدركون ذلك - كما قال سماحة السيد نصر الله، وإذا ما قاموا بأي حماقة تجاه الشعوب الحرة، هم يعلمون أن أبواب الجحيم سوف تفتح عليهم، وسوف يتم دك قواعد وبوارج أمريكا ومصالحها وأدواتها في المنطقة.
كذلك هناك حرب من نوع آخر، وهي الحرب الاقتصادية، وهي معركتنا القادمة، وجميعنا يعلم التوجهيات المستمرة من قبل قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في هذا الشأن. هناك عمل على الجانب التنموي والاقتصادي من قبل قادة محور المقاومة، دعوات نهضوية تسعى لكسر الهيمنة الاقتصادية الغربية على المستضعفين من أبناء شعوب المنطقة.
هناك قوى من المحور تعد قوة اقتصادية جيدة، كإيران التي -ورغم العقوبات الدولية- تمتلك الاكتفاء الذاتي، وهو ما يجب أن يكون لدى كل قوى المحور وليس إيران فقط. وهناك خطوات جيدة للتعاون في الجانب الاقتصادي بين قوى المحور، حيث تم مؤخراً الاتفاق بين بلادنا وإيران على نقل تقنية صناعة الجرارات الزراعية، ومن شأن هذه الخطوة أن تمثل شرارة ثورة نهضوية قادمة في هذه المعركة، وذلك بالتعاون مع جميع قوى المحور.
أيضا دمشق تمتلك اقتصاداً جيداً. وبالرغم من الأضرار الهائلة التي لحقت باقتصادها، بفعل المؤامرة التي تعرضت لها سورية، إلا أنها قادرة على العودة وبقوة وامتلاك عوامل القوة، رغم ما يسمى "قانون قيصر".
هذا الهدف العظيم، الذي يتمثل في تحقيق الاكتفاء الذاتي لكافة قوى محور المقاومة، هو تحرر، وهو استقلال لشعوب المقاومة في المنطقة، كما هو كسرٌ للهيمنة الغربية الرأسمالية التي سعت وتسعى لاستعباد البشر.
وهناك تحركات شعبية واسعة، وجهود عظيمة تبذل في هذا الجانب، ودعوات من قبل قيادات قوى المحور، مثل قائد ثورتنا العظيمة، وكذلك السيد حسن نصر الله... دعوات مستمرة ومتواصلة إلى العمل والتحرك في هذا المجال.
ففي بلادنا هناك اللجنة الزراعية والسمكية العليا التي تم تشكيلها، ولديها تحركات ملموسة وجهود حثيثة في الميدان، إضافة إلى مؤسسات وطنية تقف بصدق إلى جانب المجتمع في عملية البناء والتدريب والتمكين، وتحمل روح المسؤولية، مثل مؤسسة بنيان التنموية، التي بذلت ولاتزال تبذل جهوداً كبيرة على طريق النهضة الزراعية في بلادنا.
الزراعة هي أساس تحقيق الاكتفاء الذاتي، و"زراعة الحبوب" والاكتفاء منها هي أولى الخطوات نحو النصر العظيم، وشعبنا اليمني له إرث تاريخي كبير في مجال الزراعة وارتباط وثيق بها، لذلك فالأمر لا يتطلب إلا إصلاح النفوس والاستجابة لله وللقيادة، وعندها سوف نرى جميعاً آيات ربنا العظيمة في هذه المعركة، لأننا ندرك أننا ضمن أمة وضمن محور مقاومة، وهو بمثابة الأمل في ظلام التخاذل، وهو الوفاء في زمن الزيف والخيانات.

أترك تعليقاً

التعليقات