«حبل مشنقة» يخنق التنمية!
 

سيف الدين المجدر

سيف الدين  المجدر / لا ميديا -
في الأيام الأخيرة، وجدنا تغيراً ملحوظاً في تفكير كوادر وزارة الإدارة المحلية وقيادتها، تغيراً إيجابياً تنموياً يدعونا إلى النظر في دورها الكبير في إحياء المبادرات المجتمعية في جميع المحافظات الحرة، "رغم أنه لا يرتقي إلى المستوى المطلوب"، إلا أنه جيد بما فيه الكفاية لمساندة إرادة المجتمع العظيم في البناء وصناعة التنمية الحقيقية، فذلك خيرٌ من أن تكون هي العقبة القائمة أمام المشروعات التنموية كما كانت في السابق.
من ينظر في الأمر، يجد أنها محور التنمية، وبتحركها الإيجابي المطلوب حدثت ثورة مبادراتية في جميع المحافظات على مستوى المديريات والعزل والقرى، مبادراتٌ عظيمة تعزز الجبهة الزراعية، ومبادرات خدمية تمثلت في شق الطرقات ورصفها وإصلاح المولدات التالفة التي منها ما كان يستخدم في تزويد المجتمع بالماء، ومنها ما يزوده بالكهرباء، وبمبادرات اجتماعية تعزز الترابط الاجتماعي بين أفراد الشعب من حيث إغاثة المنكوبين من الكوارث الطبيعية مثل السيول والفيضانات، أو المنكوبين من آثار العدوان الظالم على بلادنا التي تتمثل في تهجير وقصف الناس، وكذلك مبادرات تمكين الأسر الفقيرة بالشكل المطلوب بعيداً عن ترسيخ ثقافة الاستجداء.
دعمت هذه الوزارة عدداً كبيراً من المبادرات بذلك الدعم "الإيجابي" الذي يعين المبادرات المجتمعية بالشكل المطلوب، وليس السلبي الذي يقضي على روحية المجتمع العظيمة.
"المصيبةُ الكبرى" هي ما يقوم به إخوتنا في "المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية" تحت عناوين براقة مملوءة بالوهم التنموي، كمشروع "النقد مقابل العمل". وللأسف الشديد، فإن مثل هذه المشروعات هي بمثابة "حبل المشنقة" الذي يخنق التنمية الحقيقية بالشراكة مع المجتمع في بلادنا، وتمرير المجلس لهذه المشروعات خلال فترة العدوان ولايزال، إنما يستهدف القضاء على روح التنمية في البلاد.
فمثلاً، عندما ينطلق المجتمع بروحية مؤمنة تستشعر ضرورة التعاون في ما بينهم، ويخرج أبناؤه في منطقة هنا أو هناك إلى إصلاح أرض شخص ما منهم تضررت بفعل الأمطار أو ما شابه، فيتدخل "المجلس الإنساني" بمشروع "النقد مقابل العمل"، فيقوم بذلك التدخل بقتل روح التعاون والتنمية الموجودة لدى المجتمع، وعندها تترسخ عند الناس ثقافة "إن جاء النقد عملنا، وإن لم يأت رقدنا"، وهذا أمر مرفوض تماماً، وله آثاره الكارثية على مجتمعنا اليمني الذي لا يعرف إلا "الجايش" والفزعة والعانة.
ربما يظن الإخوة في "المجلس الإنساني"، وبحسن نية، أنهم قدموا شيئاً عظيماً لبلدهم بتدخلهم هذا، بينما هم في الحقيقة لا يخدمون التوجه التنموي في البلد، ولا يعززون الثقافة التنموية لدى أفراد المجتمع، بل يعودونهم على الاتكال على الغير بدلا من الاعتماد على أنفسهم، ولكن لعل وعسى أنهم يحسنون صنعاً في الأيام القادمة ويتجهون نحو خدمة المستضعفين من أجل صناعة التنمية المنشودة، وهم إن شاء الله أنهم عازمون على ذلك، وعليهم أن يدركوا أن كل شيء سيذهب، "الورقة الخضراء$" سترحل، "والبدلات الأنيقة" ستبلى، "والكراسي المريحة" ستتكسر، وكل شيء سوف يرحل مع مرور الوقت، ولن يبقى إلا هذا الشعب الوفي العظيم، شعب الإيمان والقيادة "القرآنية" التي منّ الله بها علينا.. قيادةٌ عظيمة تصدع بالحق أمام كل طواغيت الدنيا، رضي من رضي وأبى من أبى، فسلامٌ من الله على قائد الثورة العظيمة.
من المفترض أن "المجلس الإنساني" يدير سياسة عمله في مسار لا يتعارض مع مسار روح التنمية الحقيقية التي يمتلكها مجتمعنا، ولا مع مسار الثورة الزراعية التي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي الذي يقينا الحاجة إلى منظمات السوس العالمي.

أترك تعليقاً

التعليقات