مقترح لحملات التشجير
 

سيف الدين المجدر

سيف الدين المجدر / لا ميديا -
شجر الفيكس هو نوع من أشجار الزينة كثيف الأوراق، سريع النمو، مستدير الرأس ودائم الخضرة، ومن الممكن أن يصل ارتفاعه إلى 10 أمتار، وينمو في المناطق الدافئة والحارة مرتفعة الرطوبة، ولا يحب المناطق الباردة.
ويتميز بأن أوراقه غير متساقطة حتى في فصل الخريف، ما يجعله مناسباً لصناعة الأسيجة الخضراء حول المنازل. لكن المثير للأسف أن تلك الأشجار لا فائدة لها تذكر سوى هذا الأمر، وما عدا ذلك فأضرارها خطيرة تستدعي اقتلاع هذا النوع من الأشجار من أمام المنازل والطرق والمناطق الحيوية. وتكمن خطورة تلك الأشجار في كونها ذات جذور متشعبة وقوية وممتدة، وتتسبب بتدمير أساسيات البناء إذا ما زرعت أمام المنازل، وتؤدي إلى تخريب وإتلاف شبكات الصرف الصحي وكابلات الكهرباء إذا ما وجدت جذورها طريقها إلى تلك الشبكات، علاوة على أن جذوعها لا تتعرى في فصل الخريف، فتتراكم الأوساخ والأتربة على أوراقها طوال الوقت، وتنثر ما تراكم عليها أثناء هبوب الرياح فتصيب الأشخاص القريبين منها بأمراض الجهاز التنفسي.
مضار كثيرة جداً تحملها شجرة الفيكس لزارعيها ومن حولهم، كما تتسبب في تقليل منسوب المياه الجوفية بباطن الأرض، فهي شرهة جداً للمياه، ولأن جذورها شاسعة الامتداد تحت الأرض فإنها تحصل على المياه الجوفية بسهولة شديدة إذا ما أهمل ريها، وتستمر في النمو والتوغل.
أشجار الفيكس بريئة المظهر، بل محببة إلى النظر، حيث يهتم كثير من الأشخاص بتشذيبها وقص أوراقها في أشكال فنية فتسر الناظر إليها، لكن ما قد لا يعلمه الكثيرون أنها ليست بتلك البراءة، ومن المهم أن تقتلع من جذورها بالمناطق السكنية وبالقرب من الطرق.
والأمر الأكثر أهمية هو أنها ليست شجرة مثمرة، وهذا السبب وحده يكفي لعدم زراعة هذه الأشجار.. وهناك حملات تشجير عظيمة وذات نوايا طيبة، ولكن -للأسف الشديد- هناك قصور في الوعي حتى لدى مسؤولي مكاتب الزراعة. وعلى سبيل المثال، ففي مكتب الزراعة والري بأمانة العاصمة مازالت أشجار الفيكس ضمن حملات التشجير التي يطلقونها من أجل زراعة الجزر الوسطية للشوارع بالرغم من أنه يمكن زراعة أشجار أخرى مثمرة وذات فائدة أعظم، ولا تسبب أي أضرار. وعليهم أن يتذكروا أننا نطمح لاقتلاع الآلاف من أشجار الفيكس واستبدالها بأشجار مثمرة وليس إطلاق حملات تسعى لزراعة أشجار الفيكس.
هذا تناقض تام مع رؤية الثورة الزراعية التي تهدف إلى جعل الزراعة درعاً اقتصادية للبلاد. أتمنى من الجميع أن يعي هذا الأمر. والمجتمع والجهات المسؤولة بتعاونهم هم الآن يصنعون إنجازات عظيمة في المجال الزراعي، وكذلك يصنعون وعيا صحيحا للأجيال، وكلهم رغبة وإصرار لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وعلى درب الانتصارات في الجبهات العسكرية نفسه، فهناك انتصارات عظيمة أيضاً في الجبهات الاقتصادية.

أترك تعليقاً

التعليقات