يد تحمي ويد تبني
 

سيف الدين المجدر

سيف الدين المجدر / لا ميديا -
أمام الهمجية العدوانية الغربية، وأمام الخيانة من المرتزقة العملاء والأذلاء، هناك شعبٌ أقسم ألا يعود إلى تحت مظلة الوصاية والعبودية للغرب واليهود، وأقسم ألا يسمح للأعداء بإركاعه مهما كان الثمن، لا سياسياً ولا عسكرياً ولا اقتصادياً.
إصرار الشعب وإرادته التي لا تقهر تعاظمت ثم تشكلت على هيئة كتائب عسكرية يملؤها الإيمان والوعي وتحمل مظلومية الأمة الإسلامية وقضاياها، وأخذت تدافع عن تراب هذه الأرض وعن الكرامة والدين. تشكلت أيضاً على هيئة كتائب تنموية تعمر الأرض والإنسان، وتسعى لبناء الاقتصاد وحمايته من أي وصاية أو ارتهان، وبات المجتمع والدولة يدا واحدة في الدفاع والبناء.
مجتمع يمني عظيم، لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن إنجاز عسكري في هذه الجبهة أو تلك، رغم ضخامة ترسانة العدو العسكرية والاستخبارتية، ورغم بدائية السلاح الذي يمتلكه مقاتلونا الأبطال، إلا أنهم وبتلك الأسلحة يمرغون أنف أعظم إمبراطوريات الاستكبار العالمي، المتمثلة في أمريكا و"إسرائيل". وفي الوقت ذاته لا يكاد يمر يوم حتى نسمع عن إنجاز تنموي ومبادرات عظيمة هنا أو هناك؛ مبادرات زراعية وخدمية واجتماعية... وجميعها تعزز الثبات والصمود الاقتصادي، ونجد فيها مستوى الوعي الذي يتمتع به شعبنا اليمني المؤمن والعظيم، ونجد فيها وفي أفرادها تلك الروح الثورية لدى المقاتلين في جبهاتنا العسكرية، لأن الهدف واحد والقضية واحدة، وهي إعلاء كلمة الله والدفاع عن المستضعفين وأفئدة الجوعى.
وكما كانت التدخلات الإلهية حاضرة في الجبهات العسكرية، كذلك يلتمس المبادرون التنمويون في كل المحافظات الحرة هذه التدخلات والتسهيلات والرعاية الإلهية في ميدان عملهم التنموي، وباتت المحافظات الحرة ترى في ذلك معيار تقييم لها ولأدائها داخل المحافظة، والجميع يساند بعضه بعضاً من أجل تحقيق النصر، بينما صفوف العدو تعيش حالة من الانهيار والضياع والتخبط.
نحن اليوم نعيش حالة الثبات والعزة. ونحن اليوم أقوى من ذي قبل، على كل المستويات، وفي المقام الأول مستوى الوعي الذي وصل إليه أبناء شعبنا اليمني العظيم. وكذلك نلحظ تطوراً نوعياً في الصناعات العسكرية، الأمر الذي يقض مضاجع الأعداء من شبه الجزيرة وصولاً إلى "إيلات" قلب الكيان الصهيوني الذي بات يدرك مدى القوة التي نمتلكها وبات يدرك مدى قدرتنا على استخدامها الفعلي في الميدان، فنحن لا نصنع سلاحاً إلا ونفعله في الميدان غير آبهين بكل طغاة الدنيا.
أما في ميدان التنمية وخندق الاقتصاد، فنجد ابتكارات وصناعات عظيمة تعزز الثبات والصمود في هذه الجبهة التي لا تقل أهمية عن الجبهة العسكرية. ونلاحظ عزيمةً منقطعة النظير لدى الجانب الرسمي والشعبي في سبيل تحقيق الاكتفاء، وفي سبيل إخراج هذا الشعب العظيم من تحت الوصاية الاقتصادية.

أترك تعليقاً

التعليقات