أعوامٌ من طُفوف
 

سيف الدين المجدر

سيف الدين المجدر / لا ميديا -
منذ أن وقع اليمن وشعبه العظيم تحت حصار حلف الشيطان وغاراته، لم يستسلم أبطاله رغم كل الظروف والإغراءات والتهديدات، بل سارت مواكب الصمود خلف قائد الثورة لمواجهة حلف تجرد من كل القيم والأخلاق، كيف لا واليهود هم صناعُ آلة الدمار تلك؟
سارت مواكب الصمود تحت قيادة الثورة التي تكفل رب السماء بالحماية والنصر لها، ثورةٌ دافع عنها القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ورفاقه رغم قلة العتاد والعدد ورغم حجم الهجمة التي أراد بها الأعداء أن يخمدوا أنفاس الحرية ويشوهوا وجه الحقيقة، سار الحسين ورفاقه وأطلقوا صرخات الحرية التي تغيظ الشيطان وأعوانه، ثم خاضوا المعركة وانتصرت روح الحسين على قذائف المنافقين، وانتصر رفاقه ورُفعوا إلى السماء، إلى نعيم الله، وحفّت هذه المسيرة دماءهم الزكية.
بعد ذلك، قادها أبو جبريل ومعه مواكب الصمود أمام أبشع عدوان في هذا العصر. وقدم الصابرون التضحيات، أشلاء الأطفال والنساء المتناثرة تحت الأنقاض، وإبادة جماعية تتعرض لها الأسواق بمن فيها... ولكن عزائم اليمنيين كانت أقوى من الطغاة والمستكبرين المفسدين في الأرض، ووقفوا أمام هذه الجرائم جبالاً من صبر، مدركين ضرورة الثبات وعدم الخوف من الظالمين، فهم يعلمون أنها كربلاء ثانية لا بد أن يكون الثبات فيها حاضراً من أجل الحفاظ على دين الله من عبث العابثين وثقافاتهم المغلوطة.
طوال أعوام العدوان، وأبناء الشعب كلهم ثبات وإرادة وتسليمٌ مطلق للقائد الحكيم، لتثمر انتصاراتٍ كبرى على جنود حلف الشيطان، الذين كانوا يتحدثون بألسنة حقد وغرور وعنجهية، ناهيك عن الاستخفاف بشعبٍ اليمن العظيم ذي الإرث الحضاري العريق والجذور الضاربة في عمق التاريخ.
لكن، وبعد 6 أعوام من الصمود، سرعان ما تحول ذلك الاستخفاف في خطاباتهم إلى تصريحات مملوءةٍ بالتخبط والارتباك، وأخذوا يصنعون لأنفسهم انتصارات زائفة عبر "البروباغندا" الإعلامية الضخمة، يحاولون أن يحفظوا ماء وجههم أمام العالم، ولكن أسلحة المجاهدين كانت تريق ماء وجههم في كل جبهات القتال، وكان صمود أبناء الشعب يحرق آمالهم لشق الصف الوطني في الداخل، وعلى الجانب الآخر كان رجال التصنيع الحربي يخنقون أحلامهم ويجرونهم إلى مرحلة الوجع الكبير.
في كل ذكرى صمود لهذا الشعب العظيم، كانت إطلالة قائد الثورة حاضرة، فتشفي كلماته صدور المؤمنين وترعبُ الظالمين، يجن جنونهم إذا ما ختمها بالوعيد وقد عرفوا أن البدر لا يقول إلا اليقين. وكان التركيز من قبل القائد على الجانب العسكري، كونه هو الرادع لكل عدوان على بلادنا.
أطل البدر كعادته، وألقى كلمته التي يترقبها شوقاً شعبنا العظيم، وكان بها من الصمود والثقة بالله الشيء الكثير الكثير. ولكن نهاية الكلمة هذا العام كانت مختلفة عن سابق الأعوام، حيث تضمنت رسائل تبشر بنقلة نوعية عظيمة في شتى المجالات، لذلك يتوجب على الجميع أن يواكب هذه النقلة بثبات كبير وجهد وعمل، ويجب علينا أن ندرك أن المعركة القادمة هي اقتصادية، وعلينا أن نعد العدة ونكون بحجم التحدي.
فنحن نشاهد الآن ثورة زراعية في البلاد يجب إسنادها بكل ما نستطيع، سواء بالتوعية أم بالعمل وبذل الجهد، فالزراعة هي الحل الوحيد للتحرر من التبعية الاقتصادية للعدو، وهي التي ستصنع لنا حياة كريمة ودولة قوية.
إننا في سباق مع عقارب الساعة، فإلى متى ينتظر البعض منا؟! هل يريدون الانتظار حتى تقع الفأس في الرأس؟!
فإذا ما تم إغلاق الاستيراد سنموت جوعاً، لأن كل ما يوجد في أسواقنا هي منتجات خارجية، وبالتالي فإن التوجه للزراعة هو المسار الجديد الذي سنقهر به الأعداء، وبعون الله نحن قادرون.

أترك تعليقاً

التعليقات