صوت الحقيقة وأنغامهــا
 

فضل النهاري

فضل النهاري / لا ميديا -
كما أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، بمبادئه وقيمه وتعاليمه وأطروحاته ورسائله وشعاراته، فإن الأمر نفسه ينطبق على الفن والموسيقى والأدب المقاوم أيضا.. ولأن ذلك كله عابر للحواجز والمتاريس ونقاط التفتيش، ويتجاوزها دون إذن مسبق ليستقر في وجدان وقلوب وعقول الناس، أستطيع اليوم وبملء فمي أن أخاطب المرتزقة في كل مكان وفي تعز خصوصاً، لأقول لهم: عبثا تحاولون اجتثاث القيم السامية والمثلى من عقول وقلوب المجتمع الذي يشهد يوما بعد آخر أنكم أسوأ ما عرفته تعز، وأقبح ما عاشته تعز، وأسخف ما رأته تعز، منذ العصر الرسولي وحتى قيام الساعة..!
وللإحاطة فإن المذكرة أعلاه هي وثيقة رسمية محررة مما تسمى «قيادة السيطرة» في جهاز أمن مرتزقة السعودية والإمارات في تعز المحتلة، إلى كافة الوحدات التابعة لهم، وتحمل توجيها واضحا وصريحا بسرعة ضبط كل شخص أو سيارة أو حافلة أو دراجة نارية أو محال تأجير وبيع مكبرات الصوت تقوم بالاستماع إلى زوامل أنصار الله في المناطق التابعة لسيطرة العدوان بتعز.. وبحسب المذكرة، فإن ذلك يؤدي إلى رفع معنويات من سمتهم «الانقلابيين»، على حد وصفها.
وبعيدا عن كون الوثيقة أعلاه تعبر عن حالة القلق التي يعيشها موالو العدوان بتعز المحتلة من تمدد الفكر المقاوم إلى مناطق سيطرتهم، فإنها في الوقت ذاته تكشف حالة الانتشار الواسع لتلك الزوامل في الأوساط الشعبية هناك، والذي تجاوز حالة التداول السري والخفي إلى الانتشار العلني وعلى نطاق واسع وكظاهرة باتت تؤرق سلطات الاحتلال والمرتزقة في تعز المحتلة، وهي بالتأكيد مرتبطة بحالة تنامي الوعي والسخط الشعبي ضد العدوان وأدواته، وكذا التمدد العفوي والتلقائي للفكر المناهض للعدوان والارتهان والانبطاح والتطبيع.. وهو أمر بقدر ما يجعلنا نرفع قبعاتنا تقديرا ووفاء لأبنائنا وإخواننا في تعز المحتلة...
إلى أتباع العدوان  في تعز المحتلة:
على هذه المواقف المشرفة، فإنه يؤكد لنا حقيقة أن تعز كانت ومازالت وستظل حضنا للحرية والكرامة وحصنا حصينا للثورة والوطنية والتحرر مهما سعى الحاقدون إلى تقديمها على غير حقيقتها.
لذلك، فإنني أوجه تحية من الأعماق لكل شرفاء تعز واليمن.. تحية تليق بصبرهم وثباتهم وسمو أرواحهم التي خلقت من رحم الكرامة والإباء، فأصبحت منارات للحرية ومدارس للثورة ضد الطغيان والاستكبار على مر العصور.
كما أوجه الدعوة في الوقت ذاته إلى كل من لايزال مخدوعا بأوهام ومزاعم الأمريكان والصهاينة ووكلائهم في المنطقة والداخل بأن يراجعوا أنفسهم لأنهم في المكان الذي لا يليق بهم كيمنيين أولا وتعزيين ثانياً.
«الحق واضح مثل عين الشمس مابه حد غبي
إما كذه ولا كذه.. كلا يحدد موقعه»

أترك تعليقاً

التعليقات