برقية رقم 1
 

فضل النهاري

فضل النهاري / لا ميديا -

حين يسارع شخص -محسوب على المجاهدين- هنا في تعز إلى تكفير وتخوين مجاهد من أبنائها، فما بالكم بمجتمع بأسره! ما هي نظرته إلى باقي أفراد المجتمع؟ بالتأكيد إنها نظرة احتقار وتخوين وطعن في العقيدة، وهذا هو الحاصل.
أعلم أن الخوف هو الذي دفعه بعد يومين من فعلته القبيحة تلك لمواراة سوأته، فلجأ -وبلسان المنافق المخادع- إلى التزلف والتودد والتلطف والتبرير للخطأ الفادح الذي وقع فيه حين استخدم الورقة المذهبية والطائفية المقيتة، واستدعى أحقاد الماضي والحاضر للانتقاص من الآخرين، مسترشدا بمقطع لأحد المنبطحين في أحضان قوى العدوان منذ أكثر من عقد من الزمان وسعيه لانتزاع إقرارات وبيانات شجب وبراءة من مجتمع يدرك القاصي والداني أنه مجتمع صادق وأصيل ومخلص ووفي ومجاهد قدم آلاف الشهداء ولايزال, فهو بأفعاله هذه يخدم أجندات العدوان ويستدعي اللافتات المناطقية والطائفية لتصفية مواقفه الشخصية.
وماذا لو كان هذا الشخص يحمل منصبا ومسؤولية؟
إن من السخف أن نحاكم مجتمعا أو قبيلة أو طائفة بجرم شخص اتضح موقفه للعيان منذ زمن بعيد.
في حقيقة الأمر فإن هذا الاستغفال والاستهبال بقدر ما يصب في خدمة أعداء الوطن، فإنه يرتبط أساساً بالمصلحة الشخصية ودواعي البقاء لا أكثر.
إن القيادة الحكيمة تمتلك رؤية واضحة تجاه كافة القضايا والموضوعات، ولديها إيمان راسخ بأهمية الدور الذي يجب أن يتحمله أبناء كل مجتمع في كل محافظة وقرية ومدينة تجاه الوطن ومواجهة العدوان وأدواته، وضرورة بناء وتأهيل المجتمع ليقوم بهذه المسؤولية، وما كان اختيار سليم مغلس محافظا ومشرفا عاما لتعز إلا تحركا في هذا السياق.
لكن في المقابل يتخندق البعض ممن يظنون أنفسهم أوصياء على المحافظة وأبنائها، يجلدونهم ويطلقون الأحكام السخيفة بحقهم مرارا وتكرارا، متناسين حقيقة الدور الذين جيء بهم لتنفيذه، وهو بناء المجتمع وتمكين أبنائه من القيام بواجباتهم فيه إلى اتجاه مغاير تماما.
لا غرابة أن يوجه البعض من أولئك المغفلين اتهامات لي، بأنني أتبع قوى العدوان وشبكة رجال الدين المنضوين تحت لواء قوى العدوان، بل وأنني كافر لا أعرف عدد الصلوات والركعات، فأساسا إن لم أكن أنا ومجتمعي كذلك -بشهادته القولية وسلوكه العملي وبرفعه التقارير التي تقول ذلك- لما بقي هو إلى الآن في موقعه منذ 2012 يدعو إلى الله والإسلام الحقيقي وإخراج الناس من الظلمات إلى النور!
لولا ذلك لكان اليوم في إحدى المناطق المحررة أو المحتاجة لأشخاص على مستوى من الوعي يقومون بتوعية المجتمع بالإسلام والهوية الإيمانية والصواب والخطأ! لكن لا...
تعز لها أهمية قصوى, وأبناؤها مازالوا بحاجة إليه، ولذلك تتجلى في مواقفه دلائل السعي الحثيث لمواصلة الدور النوراني لعدة سنوات وربما عقود قادمة نظرا لعدم وجود كفاءات ورجال مخلصين يقومون بتحمل المسؤولية نيابة عنه! وللحديث بقية..

أترك تعليقاً

التعليقات