في تعز حتى إشعار آخر!
 

فضل النهاري

على الرغم مما نمتلكه من حق مشروع وقضية عادلة ورصيد معرفي وثقافي وإبداعي كبير، إلا أننا في تعز نظل أعجز وأضعف وأغبى من أن نعد لفعالية أدبية أو فنية حقيقية للتضامن مع الوطن ضد العدوان، في محافظة احتضنت بدفئها ووحدت بعشق أبنائها للكلمة الصادقة وللقصيدة الجميلة واللحن العذب والإبداع المتجدد، كل أبناء الوطن..
أسألكم بالله أن تتخيلوا كم عملاً مسرحياً كوميدياً أو تراجيدياً مؤثراً للغاية يمكن استخلاصه من يوميات الحرب والعدوان وممارسات المرتزقة؟ كم نشيداً أو أغنية وطنية أو أوبريتاً وطنياً يمكن أن تقدمه تعز يجمع حوله كل أطياف المجتمع، ويكرس مفهوم حب الوطن ونبذ الخيانة لدى الأسرة والطفل والمرأة والطالب والعامل والموظف و.. و.. و.. إلخ؟ 
لا يوجد شيء من ذلك كله في تعز اليوم.. 
مع يقيني أنه لو وجد لكان أجدى وأنفع من ألف مشرف ثقافي ومليون زامل ومليار برنامج يكشف مؤامرات الخارج على الداخل!
اتقوا الله.. في 2013م كنت أمشي في تعز والناس تضرب لي تعظيم سلام لأني حوثي.. كنت بالنسبة لهم الأمل القادم والإسلام الحقيقي والثورة على الظلم والدجل وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات، والآن نحن أبعد ما نكون عن الناس وما يجمعهم حولنا.. 
تعلمون لماذا هذا النكوص والجمود في تعز؟ 
الجواب هو لأن السلطة المحلية غائبة ومجرد (فاترينة) - بحسب رأيي الشخصي - ولأن كل شيء يتم الإعداد أو حتى التفكير فيه هنا لابد أن يروق ويعجب حضرة (أبو ...) كي ينال الضوء الأخضر، ما لم فهو ثقافة مغلوطة وربما كفر! 
أنا لست ناقماً على (أبو ...)، ففي النهاية هو (مقاتل)، وطبيعي ألا يمتلك نظرة شاملة ومعاصرة أو ذائقة رفيعة وتفهماً للواقع الاجتماعي والثقافي للمجتمع في هذه المنطقة أو تلك.. 
أنا ناقم على حقنا (المفتحين) من الذين عادوا ألف سنة للوراء بسلبيتهم وتهافتهم خلف المكاسب أو المصالح الضيقة، أو من الذين التزموا الصمت في انتظار الإله القادم!

أترك تعليقاً

التعليقات