أعفاط الخطة «١»
 

فضل النهاري

فضل النهاري / لا ميديا -

ـ أن تتلاشى الفوارق بين ضفتي تعز تدريجيا ليصبح الواقع بينهما شيئا فشيئا نسخة متطابقة قولا ومعنى فهذا هو المشروع الذي يعمل عليه العدوان بهدوء وراحة بال منذ سنوات، ويحقق فيه إنجازات نوعية هنا وهناك وبين حين وآخر.
ـ لا يهم أن يكون المشهد مستنسخا 100%. يكفي أن تتلاشى مشاعر الثقة والاحترام والإجلال من وجدان الناس في المرحلة الأولى لحين البدء بتنفيذ الخطة رقم 2 (مثلا).
ـ لن أستعجل بالحديث عن ذلك المقطع المصور لأحد العساكر وهو يدفع بكلتا يديه مواطنا يمنيا في الحوبان ليسقط من على الرصيف إلى ما بعد 4 أو 5 أمتار ليتبعه الجندي بسيل من الصفعات والركلات. شعرت حقيقة أن تعز - ما شاء الله تبارك الله - مازال فيها "أعفاط" على عكس تشكيك البعض. وماذا لو تم إرسال هؤلاء "الأعفاط" إلى جبهات القتال؟! أتخيل أن بإمكانهم - بعد توفيق من الله - أن يحسموا معارك وجبهات خلال أيام وساعات. لكن للأسف، هذا المخزون لا يتم استثماره بشكل صحيح، لذلك كان مشهد اليوم فاضحا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
ـ لن أقدم درسا بالإجراءات الواجب اتخاذها، فالأمر لا يجهله أحد. لكن تسطيح المسألة عند مستوى "حادثة عرضية" سأعتبره وبدون تردد وقاحة وقلة أدب تعبر عن عقلية من يديرون هذه الفضائح -أقصد الممارسات- بكل كفاءة واقتدار وبأسلوب يضمن استكمال تسليم ما تبقى من تعز هدية مجانية لـ"داعش".
ـ أعلم أن هناك من يتحرج من مكاشفة الآخرين أو الرأي العام حول موقف أو قرار تم اتخاذه في وقت ما إلا بعد مرور عدة فضائح أو كوارث (أقصد أشهر أو سنوات). لكن بالنظر إلى ما يمثله ذلك القرار أو الموقف من أهمية استراتيجية على المستويين القريب والبعيد يصبح الأمر مختلفا تماما.
ـ كمواطن يمني أشعر بالحزن كلما صادفت موقفا يتعرض فيه مواطن يمني ضعيف ومغلوب على أمره للإهانة أو للإساءة دون أن يكون بإمكانه حتى أن يرفض أو أن يرفع صوته أو يده لينتصف لنفسه، طالما وأنه لا يوجد ثمة من ينصفه ممن يمارس بحقه أقبح أشكال الابتزاز والامتهان والإذلال.
ـ يؤسفني جدا مشاهدة أحد أهم أسس وأركان الهوية الإيمانية، وهي الكرامة، تداس بالبيادات وعلى بعد أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى ميلاد نبي الهدى والإنسانية والكرامة (صلى الله عليه وآله وسلم).
ـ أن نستكمل نحن من الداخل ما بدأه العدوان من تدمير وتمزيق وتفتيت وحرب ناعمة و... و... و... و... فهذا هو المؤسف والمؤلم بعينه.
ـ يقولون: "كثر الكلام كيل تراب"، أليس كذلك؟!
لذلك سأختتم بالقول: إلى هنا ويكفي!

أترك تعليقاً

التعليقات