ما الذي تبقى بعد؟!
 

محمود ياسين

محمود ياسين / لا ميديا -
لا تدري على مَن تطلق اللعنات!
لا تُحدّث العالم مستقبلاً عن قوانين دولية واتفاقيات أممية ومؤسسات.
مَن يملك الوقاحة الكافية من الآن للحديث عن أمم متحدة وقوانين دولية؟!
مَن يسعه تمجيد منظومة القيم الغربية الإنسانية الرسمية؟!
إنسان الغرب ملتزم أخلاقياً تجاه ما يتمثله من قيم، وحكومات الغرب أفصحت عن النفاق الرسمي والزيف وحتى التبعية.
الأنظمة الغربية والمؤسسات الأممية -باستثناء المحكمة الجنائية الدولية- ارتدّوا جميعاً، واعتنقوا ديانة المسيخ الدجال، الذي يتكلم العبرية.
لقد صحّتْ نبوءات الكتب المقدسة في زمن العلم والذروة التقنية.
خاض رؤساء أمريكا السابقون مواجهات مع مطالب «إسرائيلية» ورفضوها وهي لا تعدو كونها تمويل بناء مستوطنات أو تمرير قرارات تبدو مقارنة بمطالب الكيان الآن وكأنها إجراءات بروتوكولية ومساعدات إنسانية. الآن يخوض هذا المختل حرباً كاملة من البيت الأبيض!
ما كانت تاتشر -مثلاً- لتتقبل هذا العته، ولا توني بلير، ولا شيراك أو هلموت كول أو ميركل... قارن مستشار ألمانيا الآن بميركل مثلاً، وحتى رئيس فرنسا الآن قارنه بميتران، وستفهم ما الذي حدث وأي طاقم صعد مؤخراً وعنوة لقيادة أوروبا!
وفي البيت الأبيض، ما كان ليقدِم كلينتون أو حتى بوش الابن على هكذا إجراءات وإفصاح عن تماهٍ كلي مع إرادة الكيان.
كان هناك سقف ما، وعناصر معادلة وضبطية توازنية حتى للتحيز.
كانوا ملتزمين بحماية «إسرائيل» كمشروع دولة مستقرة يعملون على منحها أسباب الوجود المتقبل من جيرانها، في سياق مشروع تعايش وسلام، مع التزامهم أيضاً بحماية الكيان من مغامرات بعض ساسته وعسكرييه المتطرفين.
الآن، تتبنى الولايات المتحدة المغامرة التلمودية والنبوءة ممثلة بالطاقم المختل الذي ترفضه غالبية مؤسسات ورموز الكيان ذاته، قادة سابقين وكتاب صحفيين، أحزاباً وأساتذة جامعات ورؤساء أجهزة أمنية حتى... وترفضه غالبية المستوطنين، حتى رئيس أركانهم أفصح عن رفضه لهذا المستوى من الجنون!
وكأنهم استخدموا قوتهم السياسية وتأثيرهم للقضاء على معادلة الغرب التي كانت، وأوصلوا كائناً كهذا إلى البيت الأبيض لينفذ مهمة تبدو شكلاً من جنون كلي!
دور عدواني صريح لا يتخطى حسابات القوة الأولى عالمياً فحسب، ولكنه يوظفها علانية ويسخر منها، ويدفع هذه القوة لخسارة أسباب قوتها.
أوقف كلينتون -في مرحلة ما- تمويل مشروع استيطاني قائم أصلاً، على أن استمرار البناء فيه يتهدد مشروع السلام، ما دفع شامير لتهديده صراحة: «أنت تقع في خطأ سياسي كبير»؛ بينما أوقف هذا المختل أمس تمويلاً فيدرالياً لمواجهة الكوارث الطبيعية داخل بعض الولايات الأمريكية، بسبب موقف بعض مؤسسات هذه الولايات من «إسرائيل»، واشترط إعلان دعم الكيان لتصرف هذه المخصصات داخل تلك الولايات! أداء جنوني باعث على الحيرة والشؤم!
ولأجل ماذا؟! لأجل مشروع الكيان المجنون، وقد كرس نفسه لتحقيق نبوءة توراتية.
ما الذي يحدث؟!

أترك تعليقاً

التعليقات