مـقـالات - محمود ياسين

رثاء مستنقعي

محمود ياسين / لا ميديا - كنت قد أخبرت البارحة بلهجة رثائية أنني لن أكتب بعد شكل من الرياضة الروحية، وليس استدعاء شفقة أحد، فأنا أشبه محمد علي كلاي بعد أن تلقى هزيمة وتورم وجهه، غادر وهو يرفع إصبعه قائلا: إياكم أن تشفقوا عليَّ؛ فأنا قوي! صحيح أن ثمة أناساً يجعلونك تود لو تتوقف عن التنفس وليس فقط الكتابة؛ لكنه أمر يتخطى قدرة أحدنا....

في قاع الإسكيمو

محمود ياسين / لا ميديا - أنا مستأجر أرضية في الإسكيمو. هذه ليست شقة البتة. بدأت «أستدبب»، وينبت لي فرو يذكّرني بالدببة القطبية طيّبة القلب، والتي تناضل في مسلسلات الكرتون في سبيل الخير بوجه الشر. اليوم اتصلت بكل أصدقائي من ذوي المقايل الموجهة جنوباً وقبالة الشمس في صنعاء، أخبرتهم واحداً واحداً أنني أحنّ لأحاديثهم الملهمة ولجلساتنا الرائعة والأيام الخوالي! كانوا سعداء بهذا، ولقد أثنى غالبيتهم على جانبي المتسامح الطيّب...

كلهم أساطير.. ووحدكم الحقيقة

محمود ياسين / لا ميديا - لا محاربو الساموراي، ولا فرسان الملك آرثر... لا أبطال مؤتة، ولا اليرموك... لا بايزيد الصاعقة، ولا قبائل الزولو... ما الذي قد يقوله آخيل لنفسه وهو يصغي لضربات وزمجرات الفلسطينيين؟! سينحني ليحدق في "عقبه"، الذي هو نقطة ضعفه، ويبقى على وضعيته تلك منحنياً أمام مقاتلين كل جرح فيهم نقطة قوتهم، وكل بديهية ألم مبعث جسارة. ما الذي سيخطر لهيكتور الذي صد عن طروادة وهو يسمع عن مانع الصد المهول؟!...

الرواية تظل للأبد بينما تُنسى المقالات

محمود ياسين / لا ميديا - أكتب وأقوم بالتعديلات ورغم الإجهاد في هكذا تعديلات أتذكر ما قاله يوسا من أن لذة العمل الروائي في المرحلة الثانية، يقصد الحذف والإضافة ومنح الرواية نغمتها الأقرب للكمال. كان ديستويفسكي يفكر بحسرة في آخر أيامه لو أنه قام بتعديل عبارات كثيرة من رواياته، وأفكر الآن في تساؤل حول إلى متى أظل أنفي تهمة الغرور الذي يبدو من خلال حديثي عن يوسا وديستويفسكي وكأنني واحد منهم....

الكلمات..هبة إلهية وقبضة شيطانية

محمود ياسين / لا ميديا - بالكتابة فحسب يمكنك تقمص إله إغريقي غاضب ومغرم بامرأة من البشر وضعها إلى جواره على جبل الأولمب. وبالكلمات تتسكع في أزقة لندن، وترثي العالم البائس في حانة قديمة بضاحية في إيطاليا... إنها آلة الزمن، وبوسعك الانتقال لحضور آخر عروض البلشواي متأبطاً ذراع فاتنة أوكرانية، أو الجلوس قريبا من ستالين في صباح سوفييتي بينما تمر القوة الفولاذية على أسفلت الساحة الحمراء، ...

  • 1
  • 2
  • >>