ما حققه الطوفان
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
ما حققه “طوفان الأقصى” حتى اللحظة، أريد أن أسرد لكم الأهداف الاستراتيجية التي حققها “طوفان الأقصى”، حيث حقق أكثر من هدف وانتصار.
أولاً: عملية “طوفان الأقصى” كانت باستراتيجية مغايرة ومختلفة عن السابق، يعني بدلاً ما كانت فصائل المقاومة الفلسطينية في موقع الدفاع، انتقلت الى موقع الهجوم، وهذا لأول مرة يحدث منذ عام 1948.
وبهذا الهجوم تمكنوا من كسر غلاف غزة المتمثل بالسياج الحديدي والصبيات التي أنشأها الكيان المحتل كطوق أمني خانق وقاتل وعلى طول حدود غزة.
هذا السياج تم اختراقه واقتحامه وتجاوزه وتحرير أكثر من 35 كيلومترا من الأراضي الفلسطينية التي كانت محتلة من الكيان، أضف إلى ذلك سيطرة أبطال المقاومة على ما يقارب الـ13 مستوطنة “إسرائيلية” وأسر المئات من الجنود وقتل العشرات منهم وتدمير أسلحة ومعدات حربية ودبابات واغتنام أسلحة.
ثانياً: “طوفان الأقصى” هزم وأنهى وهم “القبة الحديدية” التي كان الكيان يتباهى بها منذ سنوات، وطلعت قبة بلاستيكية وفقاعة وخبر فاضي.
ثالثاً: هزيمة الجيش الصهيوني، الجيش اللي شغلوا العالم به وروجوا له بأنه أقوى جيش بالعالم، وأنه “الجيش الذي لا يقهر”. لكن “طوفان الأقصى” هزمه وأذله، وكشف أنه جيش ضعيف وزميطة ولا ينفع ببصلة.
رابعاً: “طوفان الأقصى” أحدث تدهورا اقتصاديا وتراجع عملة الكيان “الشيكل” وانهيار البورصة.
خامساً: “طوفان الأقصى” أنهى هدف الكيان المحتل في ضم ما تبقى من الأقصى بشكل كامل، وكان سيرافق ذلك حملة انتهاكات واعتقالات بحق الفلسطينيين.
سادساً: أكثر من مليون مستوطن أصبحوا في الملاجئ، و”تل أبيب” ومدن أخرى أصبحت غير آمنة وغير مستقرة وتقصف يومياً بصواريخ المقاومة.
سابعاً: “طوفان الأقصى” أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة مجدداً وبقوة، باعتبارها القضية العربية والإسلامية الرئيسية.
ثامناً: “طوفان الأقصى” أنهى التطبيع السعودي -”الإسرائيلي”، والذي كان مفروضا على السعودية الانتهاء منه قبل نهاية العام. يعني السعودية إذا كانت ترى أنها مرغمة على هذا التطبيع، فإنها تخارجت ويفترض تكون داعمة كليا وبقوة للمقاومة الفلسطينية التي خارجتها. أيضا أي دولة عربية سوف تطبع مع “إسرائيل” بعد “طوفان الأقصى” تعتبر عدوة ومشاركة ومؤيدة للمجازر التي يرتكبها الكيان بحق المئات من الأطفال والنساء والمدنيين الفلسطينيين. وأنت يا محمد بن سلمان تقرص العافية وشوف الوضع المخجل الذي يعيشه المطبعون العرب الذين سبقوك.
تاسعاً: “طوفان الأقصى” كشف وعرى مواقف وتخاذل بعص الرؤساء العرب وحكوماتهم الذين لم يصدروا مواقف مشرفة ولا إدانات ضد المحتل الصهيوني، ولم يساندوا الشعب الفلسطيني ولم يقدموا المساعدات. والبعض منهم أصدروا بيانات وما تدري هو مع من؟ يعني مثل أولئك الذين كانوا أثناء العدوان السعودي على اليمن والحصار والمجازر يدعون الله ينصر الحق.
عاشراً: “طوفان الأقصى” أسهم في بروز محور المقاومة كمحور قوي ولاعب جديد في المنطقة ويمكن الالتفاف حوله لمناصرة القضايا المصيرية.
حادي عشر: “طوفان الأقصى” كشف زيف وكذب الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية العالمية والدول الغربية وعلى رأسها أمريكا التي شغلتنا طوال السنوات السابقة بالحقوق والمساواة والحرية والعدالة، وها هي الآن تدعم الانتهاكات الصهيونية الإجرامية بحق المدنيين والأطفال في غزة، هذه الدول الغربية مش فقط لم تدن الانتهاكات الصهيونية، بل إنها دعمت المجرم بالسلاح ليستمر في تنفيذ جرائمه الوحشية بحق أبناء غزة.
ثاني عشر: “طوفان الأقصى” أنهى موضوع التهجير الفلسطيني، ففي السابق عندما كان يقوم “الإسرائيليون” بالقصف وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين يدفعونهم للهجرة وترك بلادهم، لكن ما حصل الآن أن سكان غزة ورغم المجازر وحرب الإبادة التي يتعرضون لها لا يريدون مغادرة أرضهم، وإنما يزدادون تمسكا بأرضهم وقضيتهم، وهذا عكس السابق تماما.
ثالث عشر:  “طوفان الأقصى” جعل “إسرائيل” غير آمنة، بعد أن أحدث رعباً وسط اليهود وبدأ الكثير منهم يتساءلون ما الذي جاء بنا إلى العيش هنا، ويشككون بمروياتهم المزيفة التي تقول إن فلسطين هي أرضهم الموعودة.
رابع عشر: “طوفان الأقصى” سيوقف وسيحد من سياسات وتدخلات “إسرائيل” القاتلة والمدمرة في الدول العربية، حيث تقف خلف إشعال الحروب والفتن والدمار وتغذيتها ودعمها للصراعات في اليمن والعراق وسوريا وليبيا.. الآن “طوفان الأقصى” اشتعل في عقر هذه الدولة الخبيثة، ومن الآن فصاعدا لن يتوقف الطوفان وسوف ينهك ويستنزف الكيان الصهيوني ويجره إلى الزوال والنهاية بإذن الله.

أترك تعليقاً

التعليقات