نجعـة عبـده
 

عمر القاضي

عمـر القاضـي / لا ميديا 

الشرعجية تشعر بقشعريرة الوطنية الزائفة. والمنظمات الدولية تشعر بالقلق ليس حيال كوارث ارتكبها العدوان في اليمن، وإنما حيال حصار (نجعة) عبدالهادي في تعز.
طبعاً، لا يعرف التحالف ثقل نجعة عبده في المنطقة. نجعة شرعجية بحجم جبل أحد. تتبلور ظُهراً، وتتقدم في المساء، وتحاصر ليلاً أسفل جبل الزنقل. وقناة بلقيس تغطي خبرها كنجعة عاجلة تقدمت شمال البعرارة وصولاً إلى جبل الزنقل، ثم حوصرت بسبب انقطاع الإمداد (اللوجسوطي) من قبل التحالف. في نفس الخبر قالت المذيعة: بحمد الله تم تحرير النجعة، مرجعة ذلك إلى أنه بفضل ومساندات عشرات الملاخخ من المقاولة.
3 أعوام وعبدالهادي يخثل نجعة متعسرة باردة ليلاً في قناة بلقيس، بعد إجراء عملية ناجعة لفكه، ثم تستضيفه قابلة بقناة بلقيس لتطرقه بمعلومة وراثية: أخي عبده تعرف أن وفاة نجعاتك بشكل مستمر سببه وراثي.
أكيد وراثي يا قابلة بلقيس. لأن عبده إخواني بالفطرة، وتخزينته من جيب أسرة إخوانية متطرفة. أيضاً عبده مهمل لا يغسل قاته تجنباً لمرض الثلاسيميا. وقد اكتفى بتأكده من أن فصيلته A-.. يعني إخواني سالب.
عبده يصعد في تعز كعادته تجاه جبهات جراب القات في صبر وماوية. ذات مساء سألته المذيعة: ما هي الأسباب المعرقلة لتقدمكم في جبهة نهم؟
يرد عليها: يا عزيزتي، لقد قلناها مراراً إن نجاح التقدم في نهم مرهون بتركيز المقاومة على منطقة أرحب، حيث كثافة الأشجار، ولو أنها صغيرة، لكن فيها جدوى للتقدم. ويضيف: يا عزيزتي، تعرفين أن سبب انتصار الثوار البلاشفة ونجاح تمردهم ضد القيصر، كان بدايته من بين أشجار الصنوبر في منطقة الدون الهادئ، ثم انتقلوا تجاه موسكو.
 طبعاً، مذيعة بلقيس المفصعة والمهتمة بطلاء أظافرها بعلبة رنج أحمر يومياً، لا تعلم أن الربط التاريخي الفموي حق عبده هدفه الوصول لجراب القات الأرحبي من أجل تقدم نجعته.
أفدي روحك يا من أطلقت على صاحبة قناة بلقيس أيام الساحة أنها (نجعة توازي ألف رجل). لقد اعتمدت مداخلة عبده كمعلومة وخطة استراتيجية مهمة للتقدم.
تذكروا عبده وهو يصعد بالمسيرات الخارجة من الساحة إلى أقرب سوق قات، ثم يختفي، هدفه لم يكن إسقاط النظام السابق، وإنما تأمين تخزينة الشوط الثاني. مستخدماً المسيرة لترهيب وابتزاز مقوت ضابح يسأله مبلغاً ونجعة. وفي الليل يظهر في الساحة وهو يبحث عن (مطرقة شاكوش)، الجميع يعتقد أن خيمته سقطت ويريد إصلاحها. لكن عبده يحتاجها ليدفع نجعته النووية تجاه إسطنبول.
تصعيد عبد الهادي حافل بالنجعات، في القرية عندما يذهب لشراء قات من صاحب الجربة، ليس كما يفعل الجميع، يشتري ويعود منزله. فور وصوله يباشر صاحب الجربة بشرح طويل عن أنواع وفصائل الحشرات، كالأرضة، والطير القاطع للأغصان، والشجنة، ومخاطرها على القات، كي يبدي صاحب الجربة قلقه، ويرضخ مستسلماً لعبده المرشد الزراعي. وهناك في طرف الجربة يجهز مدكاه ويبدأ بحشو لغبته بأغصان القات لتصبح أكبر نجعة طائفية ومناطقية يخثلها يومياً في قناة بلقيس قبل منتصف الليل، ليعاود تحليلها وبثها خالد الآنسي ظهر اليوم التالي.

أترك تعليقاً

التعليقات