علي عطروس

علي عطروس / لا ميديا -
«سراسرة» السودان.. قيس سعيد «تونس».. ثوار «سرت» في ليبيا.. «سيسي» مصر.. «علي محسن» في اليمن.. ومن قبل ومن بعد السعودية وحكام «ساحل عمان» و«الإخوان المسلمين» و«إسطنبول» و«إسرائيل».. سينات سكاكين وسواطير ثورات ربيع عربي اصفرت وروده وتساقطت أوراقه وعصفت الريح بأحلامه وأوهامه..
بدايات ونهايات صغرى هي دالات وخلاصات تلك الثورات التي ما بدأت إلا انتهت مشوهةً في سوريا واليمن، ومن ثم لفظت أنفاسها في مصر وليبيا والسودان وتونس وهي ذات المقدمات التي أسفرت مؤخراتها عن قبح يبتسم في شاشة الجزيرة ويتبسم في منتجعات جزر سيشل واستديوهات البورنو في جزر سقطرى وتيران وصنافير.
ما حدث ويحدث في السودان اليوم ليس أكثر من استعادة مبادرة لإعادة تنفيذ أجندة الحزب الديمقراطي الأمريكي الحاكم في إعادة رسم خريطة الأسرلة في المنطقة العربية عموماً وفي القرن الأفريقي خصوصاً، وبعد أن انبطح العسكر وحبلت الخرطوم للأسف سفاحاً صهيونياً حان وقت الولادة: سودانَ فلاشا أزرق العينين ويتحدث العبرية بطلاقة يهود الدونما وبخبث وفصاحة خطاب الجزيرة.
انقلابيو السودان ممن نكثوا بوعودهم وعهودهم لثوار الإطاحة بالمجرم البشير اختلفوا لا غير عن أيهم الأجدر بتمثيل تل أبيب في الخرطوم. البرهان وحميدتي وغيرهما من ذيول البشير يرون أنفسهم الأحق بنيل هذا الخزي الأبدي، فيما الحمدوك ومن إليه من تجمع المهنيين من أولاد السفارات يجدون أنهم الأقرب لتحقيق الأسرلة المتكاملة. 
ما أشبه يوم الخرطوم بأمس صنعاء حينما صعد علي محسن وعسكره والإخوان على مركب التغيير فأغرقوا بحارة الثورة وكادوا أن يعاودوا التموضع في دفة القيادة من جديد لولا أن جرفتهم موجات ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014. إنها مرايا تعكس بعضها بعضا، وأوراق حائط إسرائيلية تغطي جدران الوهم السعودي والقطري والإماراتي بألوان الهوان وأصناف الذل وأنواع الخزي وأشكال الهزيمة. ولا مآلات أخيرة لكل هؤلاء سوى العار وبعض شيكات وشيكلات ومشاكل.

أترك تعليقاً

التعليقات