انتصار السيف والحجر
 

يسرية الشرقي

يسرية الشرقي / لا ميديا -
أشرقت شمس الانتصار فجر الجمعة قبل الماضية بعد 11 يوما من الاعتداءات الصهيونيـــة على الشعب الفلسطيني، بدأت باعتدائهم على المصلين في المسجد الأقصى ومهاجمتهم حي الشيخ جراح بكل ما أوتوا من قوة.
لكن هيهات أن يكون لهم ما تمنوا، فقد كان لهم بالمرصاد المقدسيون الذين لم يعرفوا يوما الهزيمة أو الاستسلام لعدو لا يمت للإنسانية بصلة.. لتنطلق شرارة معركة النصر بالحجارة ليلبي بعدها قادة فصائل المقاومة الفلسطينية نداء المظلومين متوعدين بنصر من الله.
لطالما كانت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة شوكة وحجر عثرة في طريق العدو الصهيوني المغتصب، لا تنكسر ولا تلين في مناصرة كل مظلوم في بلاد المقدس.. ليتعهد قائد هيئة الأركان في كتائب القسام أبو خالد محمد الضيف ببدء معركة «سيف القدس»، بعد أن حذر الكيان الصهيوني من مغبة استمراره في ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وأنه لن يتراجع إلا والنصر حليفه، منتصرا للإنسانية، لتستمر المعركة 11 يوما.. معركة كانت الأولى من نوعها هزت عروش المستكبرين وأقلقت سكينتهم ليواجهها العدو بكل ما أوتي من قوة وقدرات عسكرية ومادية مستخدما كل أنواع الأسلحة والقوى.
وبعين الحقد الأسود قامت قوات العدو الصهيوني بمهاجمة التجمعات السكنية والمدنية بشكل همجي وعشوائي حصدت صواريخهم الهوجاء أرواح ما يقارب 232 شهيدا منهم 65 طفلا و39 امرأة وأصابت أكثر من 1600 آخرين ودمرت ما يقارب 1600 وحدة سكنية بين كلي وجزئي. لكن فصائل المقاومة الفلسطينية لم تقف عاجزة ولم تخذل أهالي حي الشيخ جراح كما فعل المطبعون والمطبلون من الحكام العرب، بل كان ردها أكثر قوة وقسوة فأطلقت المقاومة أكثر من أربعة آلاف قذيفة صاروخية أدت لمقتل 12 صهيونيا وأصابت المئات ودمرت العديد من البنايات والسيارات، فقد أعلنت المقاومة في بيانها الأول للمعركة: «تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية في إطار الغرفة المشتركة وضمن معركة «سيف القدس» من توجيه ضرباتٍ للاحتلال، افتتحتها بضربة صاروخية للقدس المحتلة واستهداف مركبة صهيونية شمال القطاع، تلاها قصف صاروخي مكثف استهدف محيط تل أبيب ومواقع العدو في المدن المحتلة ومغتصبات ما يسمى غلاف غزة».
أثبتت هذه المعركة ضعف الكيان الصهيوني، وفي المقابل أثبتت قوة إرادة الشعب الفلسطيني الذي لطالما أراد الحياة بعزة وكرامة لينقذ ما تبقى من كرامة الوطن العربي المتخاذل دوما، ولطالما كانت خيباته تأتي من أقرب الناس إليه، لكنه اليوم يرسم نصره القادم بيده بمشيئة الله تعالى.

أترك تعليقاً

التعليقات