«فلويد» يسقط تمثال الحرية
 

يسرية الشرقي

يسرية الشرقي / لا ميديا -

لست سياسية ولن أكون يوما.. فالسياسة دائما ما تخلو من الإنسانية ويمحى من أجلها كل حق لنا في الحياة.. وكنا دائما ما نحلم أن نصل إلى ما وصلت إليه الدول العظمى من قوة وتحقيق للعدل والمساواة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ولكني شعرت بصدمة حقيقية عند قراءتي لخبر مقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد، على أيدي الشرطة في مدينة مينابوليس في الولايات المتحدة الأمريكية، دولة الحريات والعدالة كما يزعم سياسيوها.
ولأن للكذب نهاية، فقد كشفت حادثة مقتل الشاب الأمريكي جورج فلويد على يد أحد أفراد الشرطة البيض، زيف ادعاءاتهم الديمقراطية والإنسانية، فظلمهم طال كل شعوب العالم تحت مبرر الوقوف مع المظلومين ومنحهم حقوقهم ومحاربة الإرهاب.. اليوم تلاشت كل ادعاءاتهم بالوقوف إلى جانب المظلوم وإعطائه كافة حقوقه، فلم يحصل المواطن الأمريكي المقتول على أبسط حقوقه بأن يتنفس تحت قدم رجل الشرطة، الذي ضغط بركبته وبكل قسوة على رقبة ذلك الشاب حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ورغم توسلات فلويد، إلا أن الشرطي لم يبد أية رحمة، كان بلا مشاعر أو إحساس.
رحل فلويد ورحلت معه الأكاذيب والادعاءات الأمريكية والحرية الزائفة، وسقط تمثال الحرية التي صارع من أجلها الأمريكيون مئات السنين، كما سقطت ادعاءات العدل والمساواة وحقوق الإنسان التي كانت ولاتزال تتشدق بها الأنظمة الأمريكية المتعاقبة.
فها هو النظام العنصري الأمريكي يقوم بدهس المتظاهرين تحت عجلات سيارات الشرطة، ويعتقل الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع مطالبين بحقوقهم المشروعة في العيش بأمان دون عنصرية.
هذا هو الوجه الحقيقي لـ»الويلات المتحدة الأمريكية»، دولة عنصرية من الطراز الأول، خصوصاً مع رئيسها الأبيض المعتوه ترامب، المعروف بمواقفه وممارساته العنصرية ضد كل شعوب العالم، ومنها الشعوب العربية والإسلامية، بل عنصري أيضاً مع أبناء شعبه.
ترامب الذي كان البارحة يتغنى بأن أمريكا بلد الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ها هو اليوم يقمع أبناء شعبه بأبشع الطرق والوسائل، ويصادر حقوقهم كديكتاتور عنصري عتيق.

أترك تعليقاً

التعليقات