الحديدة.. نار وخراب ديار
 

يسرية الشرقي

يسرية الشرقي / لا ميديا -
لطالما كانت الحديدة من أشد المحافظات اليمنية فقرا ومعاناة، وفي كل عام تزداد معاناة المواطن فيها ليس فقط بسبب قلة فرص العمل والوضع الاقتصادي الذي يزداد سوءا يوماً بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة.
ووسط كل ما يعيشه المواطن في الحديدة، يأتي الصيف ليضاعف تلك المعاناة ويلقي بكل قسوته على كاهل المواطن البسيط، الذي لم يعد قادراً على تكاليف المعيشة العادية ناهيك عن تكاليف إضافية بتوفير مولد كهربائي خاص ليقيهم ويلات الحر الجائر، والذي يخنقهم ويذيقهم ويلات أشد وقعا عليهم من القاذفات أو الصواريخ.
يعيش اليوم المواطن مكتوف اليدين أمام حر الصيف وقلة الحيلة، يقف متفرجا كذلك الأب الذي شاهد موت طفله بين يديه دون أن يحرك ساكناً، لأنه لا يملك حولا ولا قوة.
لن أبالغ إذا قلت إن الحديدة تموت حراً، وإن انقطاع الكهرباء وعدم إيجاد حلول جذرية للانقطاع المتواصل يعد جريمة في كل القوانين والأعراف، وإن التاريخ الإنساني لن ينسى لمن يحمل المسؤولية ما يحدث اليوم في المحافظة.
تعاني المستشفيات الحكومية من انقطاع دائم للكهرباء مما ضاعف من معاناة مرضى الفشل الكلوي والسكري والقلب وكل مريض بحاجة إلى أجواء خاصة تخفف من معاناته، وأتساءل: ما الذي يشعر به مرضى قسم الحروق؟! فما زادتهم الحرارة إلا عذاباً على عذاباتهم، لا أستطيع حتى أن أتخيل عذابهم.
الأطفال والنساء وكبار السن أشد تضرراً من الانقطاعات المتكررة للكهرباء بشكل شبه متواصل على مدى العام، وخصوصاً في فصل الصيف الحارق هذا العام.
نتابع بصمت صور الأطفال النائمين على الأرض بجلود متقرحة وعيون دامعة وآلام لا يعلمها إلا الله.. انقطاع الكهرباء ليس المشكلة الوحيدة التي يعاني منها أبناء الحديدة، لكنها قد تكون الأشد في ظل الظروف الحالية.
وفي مثل هذه الحالات الإنسانية لسنا بحاجة إلى لوم أي طرف، نحن بحاجة إلى تضافر الجهود المحلية لإنهاء معاناة أبناء الحديدة، وهم الأشد فقراً من بين المحافظات والأرق قلبا من كل اليمينين، فمتى يحن رجال الأعمال والمسؤولون ويضافرون جهودهم لرفع معاناتهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه..؟

أترك تعليقاً

التعليقات