شبح الأسعار
 

يسرية الشرقي

يسرية الشرقي / لا ميديا -
صارت الأسعار شبحا يطارد المواطن اليمني وكابوسا يؤرق حياتهم، ففي الوقت الذي أصبح العالم يحلم بالتطوير والبناء في الإنسان وبناء ناطحات السحاب، وبينما العالم يتحدث عن الطاقة النووية ورغد العيش والاكتفاء بكل جوانب الحياة أصبحت لقمة العيش هي الشغل الشاغل والهم الأكبر في حياتنا جميعا.
الأسعار جنونية والعملة مصيرها غير معروف والمشاريع توشك أن تنتهي والأعمال أصبحت شبه معدومة وإن وجدت فالرواتب زهيدة ولا تغطي أعباء الحياة.
فتجد المواطن لا يحلم سوى باستقرار الأسعار في ظل أزمة اقتصادية عالمية وما زاد من معاناة الشعب اليمني هو طمع التجار وتعاظم ثرواتهم في ظل ظروف قسمت المواطن إلى آلاف الأجزاء، وأصبح كحبة الرمل تأخذه الأسعار من دَين إلى آخر، وتكالبت عليه الظروف والأيام.
يحكي أحد المواطنين: بالأمس استلمت راتبي ونمت، وقد قسمت كل ريال ووضعت خطة كمحارب سيغزو بلاد العدو في اليوم التالي، وفعلاً ذهبت إلى السوق بما تبقى من الراتب بعد أن دفعت الإيجار والماء والكهرباء، وعند أخذي لحاجيات بيتي الأساسية، أما الكماليات والرفاهية فلم تعد موجودة في بيتي أخذت الدقيق والأرز والزيت واكتفيت بهذا ليقيني وأولادي الجوع هذا الشهر، وعند دفع الحساب فوجئت بأن الأسعار قد ارتفعت خلال الساعات الماضية إلى أكثر من النصف.
يقول المواطن المصدوم: لم أصدق الارتفاع المفاجئ للأسعار وعندما سألت أخبرني البائع أن أخرج إذا لم يكن لدي المبلغ، وإذا لم يعجبني السعر أذهب لبائع آخر.
كنت أستمع إلى حكايته وأنا أعلم جيداً أن هناك الكثير والكثير منها، ولعل هذه هي أبسط بكثير من الواقع الأمر.. طمع التجار وعدم مراعاتهم أن الشعب يعيش حصارا خانقا وانقطاعا للرواتب وتدهورا للعملة المحلية بشكل مرعب، كل هذا يحتاج إلى جهود غير عادية ليرفع عن الشعب الغم والهم، وليحظى بأبسط حق له لأن يعيش ولا يموت جوعاً في وطنه الذي دفع الكثير من الدماء حتى اليوم ليحيا بكرامة وعزة يجب أن تأخذ الجهات المختصة الإجراءات الصارمة والحاسمة لحماية المواطن الذي لا حول له ولا قوة أمام طمع التجار الذي لا ينتهي.

أترك تعليقاً

التعليقات