هوس الشهرة.. حلم يسرق المستقبل
 

يسرية الشرقي

يسرية الشرقي / لا ميديا -
بات الشباب محبوسين في إطارات مغلفة ومكسوة بالزيف وتنمق غير لائق، فقط للفت الأنظار وجمع عدد أكبر من المشاهدات ونيل الشهرة بأقصر الطرق وأسوأ الأساليب، وقد يقوم أحدهم بفعل أمور لا تمت لحياته الواقعية بصلة، ولكنه بهذا يكسب قلوب الناس.
وفي الكثير من الأحيان قد يرمي بالكذبة في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من أن هذه الكذبة في بعض الأحيان غير منطقية ولا يصدقها العقل، لكن الناس أصبحوا كالأعمى يتخبط في الظلام لا الناس تراه ولا هو يرى ما يدور حوله، فتجد أحد الباحثين عن الشهرة يخبرك بأنه مسافر عبر الزمن مخترقا كل قوانين الفيزياء والطبيعة، متجاهلا لعقول الكثيرين، وآخر يدعي النبوة غير آبه بحقيقة وجوده ولا يخشى من الله ولا يرده عقل أو دين، وقد تجد أحدهم يستعرض أمواله بطريقة مستفزة لمشاعر الكثيرين وبشكل جنوني.
طريق الشهرة ربما يقود إلى تحقيق الأحلام وكسب الكثير من الأموال، لكنه أيضاً قاد الكثيرين ممن نالوا شهرة كبيرة إلى ضياع مستقبلهم وانتهى بهم الأمر إما في السجون أو مطلوبين للعدالة فيضيع مستقبلهم كما ضاع حاضرهم وسط فقاعة كاذبة من السعادة اللحظية.
صناعة المحتوى تحتاج إلى جهد كبير، وحين يبذل أحدهم جهدا لصناعة محتوى مفيد وناجح يعتقد بعض مرضى النفوس أن حياتهم الخاصة أصبحت متاحة للجميع، وأنه أصبح من اللازم على الشخص المشهور أن يبوح بكل خصوصياته للعامة، متجاهلين بذلك حقه الشرعي في أن تبقى خصوصياته ملكا له فقط، ويجبره المتابعون على دفع ثمن شهرته بالتدخل في حياته وتفاصيلها فيفقد راحة باله.
في زمن تتسارع فيه الأحداث وانفتح العالم على بعضه نحن بحاجة إلى صناع المحتوى الجيد والمفيد، ولا مانع من وجود الترفيه في ظل أطر عقلانية غير صادمة للمجتمع، وتحترم كل العقليات في المجتمع، ويجب أن تبقى الشهرة بعيدة عن الابتذال وسوء استخدامها، والأهم من كل هذا أن يعمل المشاهير جاهدين على الإتيان بسلوكيات وأخلاقيات نفتقر إليها في عصرنا الحالي.. حينها فقط سيصبح لشهرتهم ثمن نفيس ويحبهم الله والناس.

أترك تعليقاً

التعليقات