تضليل الإعلام الغربي
 

إبراهيم عطف الله

إبراهيم عطف الله / لا ميديا -

"الباطل حق والحق باطل"، هذه هي نظرة العالم عندما تستحوذ عصابات التكفير ومافيا الإجرام والتوحش على مفاصل الإعلام وتمنعه من إظهار الحقائق، خصوصاً ونحن نعيش في عالم مليء بالتضليل والتزوير، مليء بالنفاق والارتزاق.
حرب عدوانية باغية مضى عليها ستة أعوام من القصف والقتل، واستشهد فيها مئات الآلاف من المواطنين الأبرياء. وبالمقابل ستة أعوام من التضليل والإرهاب والترهيب، سقط على إثرها مئات الآلاف من ضعفاء النفوس قليلي الوعي عميان البصر والبصيرة.
وعلى منصات التواصل يظهر علماء السوء ومشائخ التكفير ممن باعوا ضمائرهم بالدولار والدرهم، ليشرعنوا العدوان ويفتوا بالقتل وسفك الدماء، رغم أنهم على ثقة من ضلالهم وباطلهم، لكن شياطين النفط استحوذت عليهم كما استحوذت من قبل على وسائل الإعلام والرأي العام.
ومن على الشاشات تستعد الإدارات الغربية الوحشية لإعلان نكتتها الساذجة بإدراج اليمن في قائمة الإرهاب، في حين يموت معظم اليمنيين جوعاً بغطاء إعلامي مضلل تحت وطأة حصارهم الجائر، فعندما يسمع العالم كلمة "الموت جوعاً" فإنهم عادة لا يفكرون إلا بالمجاعة الناجمة عن الجفاف أو ما شابه، وليس لديهم أدنى معرفة عما يحدث في اليمن وما يتجرعه المواطن اليمني تحت القصف والغارات. ولو تفعل دور الإعلام العالمي بشكل مهني وخلا من التضليل والتزوير، لأدرك العالم أجمع أن تحالف العدوان والقوى المشاركة في التخطيط والتمويل، منظمة إرهابية لم يشهد العالم مثلها من قبل.
لفت انتباهي مقطع نصي للصحفية الأمريكية "كيتلين جونستون" في مقال لها بعد أن سخرت فيه من حديث إدارة ترامب عن مساعيها لإدارج أنصار الله في لائحة الإرهاب، قائلةً: "نعم، نحن الإرهابيون، بعد ترويج إعلامكم لتواطئنا مع إرهابكم وجرائمكم الإرهابية في اليمن، ولو كانت وسائل الإعلام تقوم بعملها المزعوم، لكانت اليمن في صدارة اهتمامنا، لكننا مازلنا متواطئين، واستحوذ على معظم انتباهنا نوعٌ من الهراء مع الأسف".
وأضافت: "يمكننا البدء في الاستيقاظ معا، ونشر الوعي بما يجري وبالأهوال التي ترتكبها حكوماتنا في اليمن وفي الدول الأخرى باسم الهيمنة الإمبريالية"، مؤكدةً بالقول: "إذا تمكنا من نشر الوعي الكافي بواقع ما يحدث في اليمن، يمكننا وضع حد لهذه الفظائع، وسوف تنسحب السعودية من اليمن وستنتهي الحرب في غضون أيام".
ختاماً أقول لأحرار العالم: الساكت عن الظلم لا يختلف عن الظالم ذاته، فأنتم هنا تشاركونه في ظلمه، وتتواطؤون معه في ما يرتكبه من مذابح، ما لم تفرضوا واقع التغيير وتفيقوا من غفلة التضليل الإعلامي، وتنظروا بعين الحقيقة لما تقترفهُ كيانات الإجرام في حق الشعوب المستضعفة.
كما أقول لوسائل الإعلام الخارجية: تحروا المصداقية، عليكم بالحق والحقيقة، لأجلكم لا من أجل اليمن واليمنيين، فاليمن لهُ الله خير شاهد على مظلوميتنا وهو الناصر والمعين.

أترك تعليقاً

التعليقات