كيف أصبح حُمر الطرابيش عرباً؟!
 

إبراهيم عطف الله

إبراهيم عطف الله / لا ميديا - 

في عام 1473، بدأ تاريخ انتساب "بنى قينقاع" للعرب، حين سافر وفد من قبيلة "عنزة" النجدية لجلب الحبوب من العراق، وفي البصرة ذهب أفراد الوفد لشراء حاجاتهم من تاجر حبوب يهودي اسمه "مردخاى بن إبراهيم بن موشى"، وأثناء مفاوضات البيع سألهم اليهودي عن أصلهم، فأبلغوه بأنهم من قبيلة "عنزة"، وما كاد يسمع بهذا الاسم حتى أخذ يعانقهم بحرارة ويضمهم إلى صدره، واختلق لهم رواية يدعي فيها أنه من القبيلة نفسها، ثم أمر خدمه بتحميل إبل وفد عنزة بالقمح والتمر وغيره، فطارت عقول شيوخ العشيرة لهذا الكرم مصدقين أنه ابن عمٍّ لهم.
وما إن عزم وفد "عنزة" على الرحيل طلب منهم "مردخاي" اليهودي أن يرافقهم إلى بلاده المزعومة، فرحبوا به، وهكذا وصل اليهودي إلى نجد، لكنه وجد مضايقة من أغلب أبناء نجد، لشكهم في صدق روايته، مما اضطره للمغادرة إلى الأحساء. 
كانت ميزة اليهودي مردخاي وأهله أنهم على عادة يهود الدونمة يعتمرون الطرابيش الحمراء ويطلون لحاهم ويحلقون رؤوسهم، فكان البدو يطلقون على بني سعود أحفاد "حُمر الطرابيش".
ثم انتقل اليهودي "مردخاي" إلى منطقة قرب القطيف، فأطلق عليها اسم "الدرعية"، ونصب نفسه عليها ملكاً. حينها بعض القبائل شعروا ببوادر اليهودية وحاولوا قتله، لكنه نجا منهم وعاد إلى منطقة "المليبد" قرب الرياض، فطلب من صاحب المنطقة أن يجيره، فآواه وأجاره، لكنهُ لم ينتظر أكثر من شهر حتى قتله واستولى على الأرض وأطلق عليها اسم الدرعية مرة أخرى وتظاهر باعتناق الإسلام ودفع الذهب والفضة لتجار الدين ورواة الأنساب ليزيفوا التاريخ ويختلقوا له نسباً يصله بـ"بكر بن وائل" من بني "أسد بن ربيعة"، فأصبح اسمه لاحقاً "مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي"، وينتهي نسبه إلى "بكر بن وائل"، فعمّر الدرعية، وتزوج النساء والجواري، وأنجب عدداً من الأولاد اتخذ لهم أسماء عربية محلية.
وفي نهاية المطاف زوج ابنه "جاك دان" -الذي سمي لاحقا "مقرن"ـ بامرأة من قبيلة عنزة في نجد، وأنجب ولداً سماه "محمد". نشأ محمد وترعرع فأنجب "سعود" الذي أنجب بدوره ولداً سماه "محمد بن سعود"، الذي أصبح فيما بعد إماما للمسلمين، وهو الاسم الذي عرفت به عائلة بني سعود.. ومن هنا بدأ تاريخ العائلة اليهودية التي أصبح اسمها لاحقاً "بني سعود".
في كتاب ناصر السعيد عن تاريخ أسرة بني سعود، أشار إلى أن سفير السعودية في القاهرة، عبد الله بن إبراهيم مفضل، في عام 1943، دفع مبلغاً لمحمد التميمي، أحد رواة الأنساب، لتزوير نسب أسرة بني سعود وأسرة عبدالوهاب ودمجهما في عائلة واحدة (العائلة الوهابية).
الدكتور مصطفى طوران أورد أيضا في كتابه "يهود الدونمة" أن سليمان، جد عبدالوهاب، هو "شولمان"، عضو الجالية اليهودية في البصرة العراقية.
كما ذكر "رفعت سالم كابار" أن شولمان ذهب إلى الحجاز واستقر في قرية "العيينة"، وأنجب هناك عبدالوهاب الذي بدوره أنجب محمداً، مؤسس الوهابية التكفيرية الحديثة.
وما بين عامي (1744 - 1765)، التقى "محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان"، بإمام اسمه "محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن شلومان قرقوزي" صاحب الدعوة الوهابية، المنحدر هو الآخر من أسرة يهودية من يهود الدونمة الذين فروا من إسبانيا إلى تركيا، واندسوا على الإسلام بقصد الإساءة إليه والتغلغل في المجتمع العربي وإنشاء دولة يهودية.
وتأكيداً لذلك، ذكر المؤلف عبدالوهاب إبراهيم الشمري في كتابه بعنوان "الحركة الوهابية الحقيقة والجذور"، أن الملك عبدالعزيز بن سعود، العاهل السعودي الأول، ينحدر من "مردخاي بن موشي" التاجر اليهودي البصراوي الذي التحق بقبيلة عنزة في نجد وغير اسمه إلى مرخان بن إبراهيم، ومن هذا الاتحاد وجدت العائلة السعودية "الوهابية".

أترك تعليقاً

التعليقات