الحذر واجب
 

إبراهيم عطف الله

إبراهيم عطف الله / لا ميديا -

من أمريكا وفي ليلة ظلماء تم إعلان العدوان على بلادنا بمشاركة جيوش 18 دولة، ومرتزقة محليين من خونة القسم العسكري ومليشيات حزبية وعصابات التعصب المناطقي والتشطيري ورايات التكفير الوهابي الثلاثي ("القاعدة" و"داعش" والسلفيين المتوحشين)، وشركات عالمية: "داين جروب" و"بلاك ووتر"... الخ، إلى جانب نُخب الارتزاق العالمي المُحترف من كل جنسيات العالم.
ولكن بفضل الله وبإرادة الشعب الفولاذية في ميادين الوغى وبإيمانه وبولائه الصادق لله ولأوليائه، انقلب وضع العدو رأساً على عقب، وتحول من طامح إلى طايح، ومن طامع إلى ضايع، من طموح وأطماع للسيطرة والاحتلال إلى خيبة وذل وهوان وشتات وخسران للعدوان وجيوشه وأدواته داخلياً وخارجياً.
2000 يوم من العدوان والحصار والمجازر والمؤامرات والمكائد... الخ، تقابلها 2000 يوم من الصمود والثبات والتحدي. 2000 يوم من تجريع العدوان الهزائم المرة والتنكيل بأرتاله وجيوشه ودوس مجنزراته وعرباته بأقدام مجاهدينا الأبطال من جيش ولجان شعبية استطاعوا وبإمكانيات بسيطة أن يسطروا أعظم الانتصارات ومعجزات لا مثيل لها في كل ساحات وميادين المواجهة.
صحيح أن مواصلة الصمود ومواجهة العدو ومرتزقته في جبهات القتال أمر هام، لكن ذلك لوحده غير كافٍ لمواجهة التكالب العالمي ضدنا، لأن تعزيز هذا الثبات والصمود يتطلب المزيد من الوعي والبصيرة والمزيد من التعاون والإعداد لكشف مؤامرات الأعداء والقضاء عليها قبل تنفيذها من قبل أدواتهم في الداخل، وهي العناصر التي تنخر في البنية المجتمعية تحت عناوين مضللة، على شاكلة التنمية وحقوق الإنسان وغيرها، من قبل ناشطين ومنظمات تستهدف في الحقيقة ترهيب وترغيب المجتمع اليمني وتمزيق النسيج الاجتماعي وتدمير القيم والأخلاق، وخلق مجتمع استهلاكي بدون هوية وبلا هدف، مرتهن وتابع للخارج.
العدوان العبثي ومع كل انتكاسة وهزيمة يتعرض لها يقذف بأوراقه الاحتياطية في الميدان وبمُختلف الأشكال، لعل وعسى يحقق ما عجز عن تحقيقه طيلة 2000 يوم من العدوان. ومن هذه الأوراق افتعال الأزمات واستثمار واستغلال أي حدث لحشد أدواته في الداخل ودفعهم للخروج إلى الشارع في مظاهرات بشعارات زائفة، بهدف إحداث فوضى داخلية في مناطق سيطرة القوى الوطنية، وآخرها محاولاتهم استثمار قضية مقتل الشاب عبدالله الأغبري، لإثارة الفوضى وتعكير صفو أمن المجتمع وإقلاق سكينته. ولولا أن العيون الساهرة تصرفت بحكمة وحنكة تجاه القضية لكان مخطط العدوان في طور التنفيذ على أرض الواقع وأصبحت العاصمة في مهب الفوضى.
وبالتالي فإن المطلوب الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار المجتمع، وأيضاً المزيد من اليقظة والحذر والانتباه لقطع دابر أي عمل أو نشاط مشبوه يستهدف الإضرار بالمجتمع وأبنائه وتحت أي شعار كان. فالعدوان بالتأكيد لا يزال لديه أوراق من هذا النوع في الداخل، ولن يكف عن استخدامها متى ما سنحت له الفرصة.
فخذوا حذركم قبل وقوع الفأس في الرأس، والعاقبة للمؤمنين المتقين!

أترك تعليقاً

التعليقات