الطفولة اليمنية المذبوحة
 

إبراهيم عطف الله

إبراهيم عطف الله / لا ميديا -

العشرين من نوفمبر من كل عام يصادف اليوم العالمي للطفولة، حيث يحتفل أطفال العالم بهذا اليوم وهم يستعرضون ما حصلوا عليه من رفاهية وصحة وتعليم وأمن واستقرار، بينما يظهر أطفال اليمن وهم يعيشون أسوأ كارثة إنسانية في الأرض، تسبب بها تحالف البغي والإجرام الأمريكي السعودي منذ ما يقارب 6 أعوام ومازال مستمراً في إجرامه بحق هؤلاء الأطفال حتى اللحظة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع.
تعالوا لننظر إلى وضع أطفال اليمن وكيف سيكون مستقبلهم، هذا إن ظلوا على قيد الحياة! فبينما ينعم أطفال العالم بصحتهم، يكابد الطفل اليمني وضعاً صحياً سيئاً مع نقص في الخدمات الطبية وتفاقم الأمراض وصعوبة الحصول على الغذاء وتدهور الوضع المعيشي لأسرهم وفقدان معيليهم. يكادُ الجلد يلتصق بالعظم لسوء التغذية وتعطيل المراكز الصحية والمستشفيات بسبب الحصار الجائر واحتجاز سفن الوقود والغذاء من قبل تحالف العدوان.
وبينما ينعم أطفال العالم بأمنهم واستقرارهم، يعيش أطفال اليمن حالة من التشرد والفزع بسبب القصف والغارات. وفيما يبتهج أطفال العالم اليوم بما هم عليه من رفاهية، يظهر الطفل اليمني محروماً من العلاج، عاكفاً على أشلاء من تبقى من رفاقه، ذارفاً الدموع على ما رآه من جرائم وحشية بحق أسرته.
يأتي هذا اليوم من كل عام ليحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الطفل، في حين يفتقر أطفال اليمن لأدنى حقوقهم الأساسية من تعليم وصحة وأمن واستقرار. يأتي هذا اليوم العالمي والحصار الخانق يودي بحياة أطفال اليمن، ومن نجا منهم سيعيش كل حياته شاهدا على إجرام وخبث هذا العدو.
أطفال العالم يفرحون ويمرحون، بينما أطفال اليمن يعيشون معاناة وحرماناً من أبسط الحقوق، وتحت وطأة الأمراض والأوبئة والتجويع والحصار والقتل المباشر وغير المباشر، ويكابدون الأوجاع منذ 6 أعوام، في ظل صمت أممي مخزٍ وتواطؤ دولي.
ستة أعوام حصدت أرواح الآلاف من الأطفال اليمنيين، سواء بالقصف المباشر أم بالحصار، وهناك الملايين منهم ينتظرون المصير نفسه، وسط تخاذل متعمد من الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية، والتي يفترض أن تكون راعية للمواثيق الإنسانية، ومن ضمنها حقوق الأطفال، لكنها تكتفي بالبيانات والتحذيرات من مخاطر حدوث مجاعة وشيكة في اليمن.
ختاما: الأمم المتحدة ومنظماتها شريكة في قتل الشعب اليمني، فلا فرق بين القاتل بالطائرات الحربية والقاتل بالصمت والخنوع والسكوت على الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الشعب اليمني طيلة 6 أعوام.

أترك تعليقاً

التعليقات