خير الماكرين
 

إبراهيم عطف الله

إبراهيم عطف الله / لا ميديا -

ليس بغريب ما قاله الرئيس الفرنسي ماكرون عن الإسلام، بادعائه عن الأزمة التي يعيشها الإسلام، مستفزاً بتصريحاته غالبية المسلمين، فقد سبق هذه الإساءة العديد من الإساءات من زعامات غربية وأقلام عنصرية، فهؤلاء السيئون يعتبرون أن الإرهاب والعنف هو الدين، وأن التطرف تكمن أسبابه في الإسلام وعقائده، ففي تصريح آخر للماكر ماكرون قال: "سنحمل راية العلمانية عالياً ولن نتخلى عن نشر الرسوم الكاريكاتورية ولو تقهقر البعض، وسوف نحارب التطرف الإسلامي في البلاد".
لماذا كل هذا الحقد على الإسلام والمسلمين؟! لماذا كل هذا البغض لنبيٍّ حرر البشرية من الطواغيت والمجرمين؟! لماذا هذا التوحش والكراهية لدين الرحمة للعالمين، سواءً في فرنسا أم غيرها؟! أم أن فرنسا ليست من عالم دين الرحمة حتى تحمل هذا العداء للدين ولصاحب النور والهداية للعالم أجمع؟!
هذا العداء الفرنسي تنطبق عليه مقولة الشهيد القائد عليه السلام حين تحدث عن أن القرآن سيكون كتاباً إرهابياً في معتقدات البعض وسوف توجه كلمة "إرهاب" إلى كل من يحمل القرآن الكريم وينهج به.
فرنسيون نشروا على واجهة مبانيهم الحكومية رسوماً مسيئة للنبي الأكرم صلوات ربي عليه. كذلك حملة اعتقالات واسعة طالت المسلمين في باريس، ومر أسبوع ثقيل على المسلمين في فرنسا، ومنذ بداية 2020 أغلقت فرنسا 73 مسجداً وجمعية إسلامية، بذريعة مكافحة التطرف الإسلامي. كذلك محجبات تعرضن للطعن في باريس، ولم تلقَ هذه الجريمة أي اهتمام من الإعلام الفرنسي.
لقد تمادت فرنسا في إجرامها ضد رسولنا وديننا الإسلامي، بأفعالها المسيئة والساخرة، فأدنى ما يتوجب على الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية وكل مسلم غيور على دينه يأسى ويتأسى بنبيه، هو المقاطعة الشاملة، سحب سفرائها ودبلوماسييها من فرنسا، وطرد السفراء الفرنسيين من كل بلدان المسلمين، كما قال عضو "السياسي الأعلى" في تغريدة له. اتخاذ موقف إسلامي قوي رافض للأفعال المسيئة، وإقرار قانون يجرم الإساءة للإسلام ولأنبياء الله ورسله صلوات الله عليهم أجمعين.
والأهم من ذلك هو ما يعزز قداسة نبينا وقدوتنا وقائدنا، ويحيي مكانته في قلوب كل الأمة الإسلامية، بالحضور المهيب في إحياء ذكرى مولده، مولد النور والهداية.
والهجوم الفرنسي على إسلامنا ومسلمينا لم يتوقف عند هذا الحد. فقد أصبحت الأنظمة الغربية بمعية الدين الوهابي التكفيري تتبنى هذه المعتقدات العدائية وحملات التشويه لدين الله ورسله. لذلك مهما تعددت الأساليب والطرق فالهدف واحد، وهو هدف صهيوني ماسوني باستهداف الإسلام، سواء بالأنظمة الأعرابية عبر التطبيع والخيانة والانبطاح أم بالأنظمة الغربية عبر التشويه والإساءة. ويمكر ماكرون و"الله خير الماكرين".

أترك تعليقاً

التعليقات