ستدفع الثمن.!
 

إبراهيم عطف الله

إبراهيم عطف الله / لا ميديا -

تصريحات ماكرون المسيئة للرسول الكريم والدين الإسلامي تحولت في الواقع إلى دمار عليه وعلى اقتصاد بلاده ومكانتها الدولية، فلم تنجُ فرنسا من حملات المقاطعة، ورميها خارج الأسواق العالمية والإسلامية، ولم تنجُ من غضب الشارع العربي والإسلامي عقب التصريحات المسيئة والمثيرة للكراهية والعنصرية، فقد أجمع المسلمون بالرد على المسيئين للإسلام وأكبر رموزه.
الإساءة إلى النبي محمد -صلوات ربي عليه- عمل مرفوض قطعيا من جميع المسلمين، ولا يمكن للسيئين تفادي تبعاتها إن استمروا بإساءاتهم، فهذه الإساءات والعنصرية كفيلة بإثارة الفوضى وتهدد الأمن والسلم الاجتماعي والاقتصادي في فرنسا وأوروبا عامة!
ولا ننسى شرف الدول السباقة في المقاطعة منذ اللحظة الأولى، فأكثر ما يُقلق الدول الرأسمالية الغربية ويؤلمها هو الاقتصاد والمساس بخزينتها. وبما أنها الأكثر تأثيراً عليهم، فبكل تأكيد كان هذا سبب تراجع الرئيس ماكرون مؤخرا والإدلاء بتصريحاته المثيرة للعفوية والعاطفية، محاولاً حصر الأزمة وتقليص الأضرار.
تصريحات ماكرون بداية التراجع لتلافي الكارثة التي سببتها تصريحاته العنصرية بتطاوله على الإسلام ورسول الرحمة، وتشكل تراجعا ملحوظاً، وانتصاراً لحملة المقاطعة التي سادت معظم البلدان الإسلامية. ونلاحظ أنه بتصريحاته هذه يبرر مواقفه السيئة تارة، ويدافع بشراسة عنها تارةً أخرى. ولكن رغم محاولته إخماد النار التي أشعلها مع العالم الإسلامي، فإن الضرر قد وقع عليه وعلى اقتصاده، والجرح الذي نجم عنه ما زال عميقاً، وما اعتذاره الزائف إلا دليل على تفهمه لرسالة اليمنيين بالاحتفال الأعظم، ورسالة العالم الإسلامي بالمقاطعة للمنتجات اقتصادياً وبالإدانات والتظاهر سياسياً... وتأكيداً لنجاح حملة المقاطعة، قال ماكرون إن الدعوات إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية "عبثية" ويجب أن تتوقف فوراً، وبهذا نتيقن أن الفأس قد وقع على الرأس.
وفي الحقيقة، ماكرون ليس كرئيس دولة يحاول توفير أمن بلاده واستقرارها ويجنبها الخطر، فبتصرفاته السيئة هذه لا يختلف عن عصابات المافيا ومُحرضي الحروب الصليبية. أما القائد المحنك فيتصرف بمسؤولية ويزن كلماته بميزان من ذهب. فهو قد أحدث فجوة كبرى في علاقات بِلاده مع العالم الإسلامي، وسيحتاج الأمر إلى سنوات عدة لردم الفجوة.
فالأفضل لفرنسا ورئيسها ماكرون أن يعتذر بكل وضوح لملياري مسلم، إن أراد مصلحة بلاده وشعبه، وإلا كما يقول البعض فإن الخير يأتي من باطن الشر، فقد جاءت تصريحات ماكرون الاستفزازية لتوحيد الشعوب الإسلامية نحو هدف واحد في الدفاع عن دينهم ورسلهم ومعتقداتهم. "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون".

أترك تعليقاً

التعليقات