هويتنا في خطر!
 

إبراهيم عطف الله

إبراهيم عطف الله / لا ميديا -

بعيداً عن مستجدات الساحة الخارجية، وبعيداً عن الساحة العسكرية، هناك شيء آخر يستحق بالغ الاهتمام والمتابعة كي يحافظ الشعب اليمني على هويته الإيمانية وسلامة ثقافته القرآنية، وهو العمل على تعزيز هذه الهوية الإيمانية وترسيخها.
إذ نلاحظ في الآونة الأخيرة أن هناك الكثير من المؤسسات الفنية والإنتاجية تنتج كماً هائلاً من الإصدارات والمسلسلات المائعة والمجردة من الأخلاق والقيم والمبادئ القرآنية، كماً هائلاً من الإصدارات التي تتنافى مع الهوية اليمنية الإيمانية والثقافة القرآنية. إصدار واحد أو حلقة وحدة من مسلسل كافية لتجريد كل من يشاهدها من قيمه وأخلاقه وثقافته وهويته.
الاحتلال أنواع، وكل نوع لديه طرقه وأساليبه الخاصة به، فهناك احتلال عسكري وآخر سياسي وثالث ثقافي وأخلاقي... وهذا النوع الأخير من الاحتلال يتم عبر استخدام المسلسلات التافهة التي تستهدف الأدمغة وتبني الثقافات المغلوطة والدخيلة لدى أفراد المجتمع، لتصل إلى تدمير الهوية الإيمانية القرآنية الجامعة لكل أبناء الأمة.
تحقيق الهوية الإيمانية لا يتأتى إلا بالإيمان الذي ينبغي أن يكون حاضراً في قلوب الناس وحياتهم واستنهاض المجتمع وتوعيته بقيم دينه وهويته، لذلك وكما هو من واجبنا حماية وطننا من الغزو العسكري وتحقيق الأمن والاستقرار في أوساط المجتمع، فإن من واجبنا أيضا تعزيز ثقافتنا القرآنية وحماية هويتنا والحفاظ عليها من الغزو الأخلاقي.
الجميع اليوم معني بالحفاظ على أصالة الانتماء والهوية، والالتفاف حول ركائز وأسس الهوية الإيمانية كمنطلق رئيسي، خاصة في الوقت الذي تواجه فيه الأمة واحدة من أخطر الحروب، وهي الحرب الناعمة.
ويجب على المؤسسات المعنية بذل جهودها من أجل غرس مقاصد القرآن في القيم والعقائد والعادات والتقاليد والأخلاقيات والسلوك والمبادئ العظيمة في نفوس أفراد المجتمع، التي تكمن ركائزها في الإيمان والقرآن الكريم، وإلا سيكون المجتمع عرضة للانحراف والتجريف والتغيير والتضليل من قبل الأعداء.
الهوية الإيمانية هي السبيل الوحيد الذي من شأنه الحفاظ على الهوية الإيمانية واستحضار قيم الإسلام ومبادئه في واقع الحياة، والاعتزاز بالدين، وإدراك ووعي وسائل الأعداء في حربهم على الهوية الإسلامية، والعمل على مواجهة الصراع الذي تعيشه الأمة نتيجة استهداف الأفكار عبر الحرب الناعمة التي تعتبر وسيلة للتضليل والإفساد والخداع.
أخيراً: نتمنى من وزارتي الإعلام والثقافة أن تقوما بدورهما لمواجهة هذه الحرب الناعمة، وتعزيز الهوية الإيمانية الأصيلة للشعب اليمني قبل وقوع الفأس في الرأس!

أترك تعليقاً

التعليقات