مخالب صهيونية في جسد الأمة
 

إبراهيم عطف الله

إبراهيم عطف الله / لا ميديا -

من يوالي أمريكا سيقبل بـ"إسرائيل". جملة قالها قائد الثورة حفظهُ الله في أحد خطاباته منذ سنوات، قبل أن تتحقق فعلياً على أرض الواقع مع شد أعراب النفاق رحالهم إلى كيان العدو "الإسرائيلي".
فبعد علاقة وطيدة مع أمريكا، وما كان بالخفاء والسر منذ عقود من الزمن أصبح اليوم علناً وظاهراً للملأ، وبكل وقاحة يهرول صهاينة العرب في ممالك النفط نحو التطبيع ويتفاخرون بالجهر بالسوء معلنين تأييدهم المطلق لكيان العدو، فبعد الإمارات جاء الدور على النظام البحريني بإعلان التطبيع بينه وبين كيان الاحتلال الصهيوني.
الاتفاق وإن كان صادماً إلا أنه لم يكن مستبعداً، فالعلاقات الوطيدة التي تربط رعاة البغال بـ"تل أبيب" موجودة منذ عقود طويلة، وأثبت للعالم حقيقة انتماء حكام الخليج لمعسكر أعداء المسلمين، لكنه أظهر في المقابل الحلف المتمسك بالقضية الفلسطينية قولاً وفعلاً من دول وحركات محور المقاومة وغيرهم من أحرار الشعوب.
تأتي هذه الاتفاقيات في سياق الخطوات المتسارعة لتصفية القضية الفلسطينية، التي بدأت مع مبادرة السلام العربية عام 1981، التي أطلقها الملك السعودي فهد بن عبدالعزيز في قمة فاس بالمغرب، قبل أن يتم إقرارها في قمة بيروت 2002، والتي تقتضي انسحاب الكيان "الإسرائيلي" إلى ما قبل حدود 1967، والاعتراف بحل الدولتين، مرورا بـ"صفقة القرن" والتماهي الكبير لبعض الأنظمة مع السياسات الصهيونية في المنطقة، وصولاً إلى التطبيع الإماراتي والبحريني مع "إسرائيل"، وهو ما يعني تصفية القضية الفلسطينية وشرعنة الاحتلال على أكثر من نصف أراضي فلسطين.
التبريرات المترافقة للخيانة على شكل حرص خليجي لوقف خطة الضم "الإسرائيلي" للمناطق الفلسطينية وحمايتها من الاستيطان، انتهت بتصريح صهيوني ينفي الالتزام بوقف الضم، وهو ما يؤكد أن الاتفاق التطبيعي لم يكن أكثر من دعاية انتخابية لترامب ونتنياهو المأزومين داخلياً، وأيضاً منح الضوء الأخضر للكيان لمواصلة ضم الأراضي الفلسطينية، وإزالة فلسطين كمسمى وجغرافيا وشعب.
ما أقدمت عليه الأنظمة الأعرابية في ممالك النفط، من تطبيع علني مع العدو الصهيوني، ذنب لا يُغتفر وخيانة عظمى للقضية الفلسطينية وللعروبة والإسلام، وأيضاً خدمة للمشروع الأمريكي -الصهيوني الذي يستهدف المنطقة ويروم تدميرها، وهو ما يؤكد أن مشيخات الخليج ليست سوى مخالب صهيونية تنهش في جسد الأمة العربية والإسلامية.
كشف اتفاق الإمارات والبحرين مع الكيان الصهيوني زيف المواقف التي كانت تتستر خلفها بعض الأنظمة الخانعة والعلماء والمفكرين والمثقفين الذين سارع بعضهم إلى التأييد الكامل والمطلق لاتفاق التطبيع بعد دقائق معدودة من إعلان ترامب، بينما البعض الآخر اكتفى بالصمت.
لكننا كشعب يمني، وكما هو عهدنا عبر التاريخ، لن نسكت ولن نخنع للعدو وأزلامه، وبتوكلنا واعتمادنا على الله سنواجه مؤامرات الغرب، وسنفشل مخططاتهم الرامية إلى احتلال بلدنا وتركيعنا، كما نؤكد استعدادنا الكامل للتضحية فداء لقضايا الأمة ونصرةً لديننا ومقدساتنا الإسلامية، وهذا هو موقف كل حر وعزيز ينتمي إلى محور المقاومة.

أترك تعليقاً

التعليقات