السعودية والابتزاز الأمريكي
 

محمد طاهر أنعم

محمد طاهر أنعم / لا ميديا

يستمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بابتزاز نظام بني سعود بشكل كبير ولا سابق له في العالم.
فهو يتعامل مع السعودية كبقرة حلوب يريد أن يجني أكبر قدر من حليبها في أسرع فرصة ممكنة مقابل الحماية الآن وسابقا!
نقلت عدد من المواقع الإخبارية ما جرى من حديث أمام الكاميرات بين الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي في واشنطن مؤخرا، حيث أبدى الرئيس الأميركي رغبته في الاستفادة من جزء كبير من الثروة السعودية الموجودة في البنوك الأمريكية والتي قال إنها في حدود 25 تريليون دولار (يعني 25 ألف مليار).
وأبدى ترامب ضرورة استفادة الولايات المتحدة الأميركية من 8 تريليونات دولار منها، أي ثلث تلك الثروة، وذلك مقابل صفقات حماية وتسليح وبيع طائرات وصواريخ ومدافع ومضادات صواريخ وغيرها من الأشياء، وهو رقم مبالغ فيه، ولا يتناسب مع التسليح الكبير جدا الموجود في السعودية أصلا، والتي صارت بموجبه رابع أكبر مشترٍ للسلاح في العالم في الأعوام الأخيرة حسب تقارير إعلامية منشورة.
وامتن ترامب على السعوديين وغيرهم من حكام المنطقة أنه لولا وجود وجهود الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة أنه لم يمكنهم الدفاع عن أنفسهم. وذكر في ذلك المجلس كيف أن الولايات المتحدة هي التي دافعت عن النظام السعودي والأنظمة الخليجية الأخرى في حرب الخليج سنة 1990 ضد العراق بقيادة صدام حسين في وقتها، وأنها لم تجن شيئا من تلك الحرب سوى خسائر مالية كبيرة، وأنه قد جاء الوقت لترد تلك الدول الجميل للولايات المتحدة، وتنعش اقتصادها بمساعدات وهبات مالية ليست قروضا ولا ديونا بفوائد، وإنما هبات بمقابل تلك المواقف حينها!!
لقد كان ذلك اللقاء ابتزازا لا مثال له في التاريخ المعاصر، وكان محمد بن سلمان ساكتا يوزع الابتسامات السخيفة يمينا ويسارا، وحتى عندما استخدمه ترامب كمنصة لعرض صور الطائرات والأسلحة الحديثة التي يريد بيعها للسعودية لم يقم بأي ردة فعل، تماما مثل أي بقرة يتم حلبها وهي واقفة بشكل طبيعي.
إن رغبة الأمير محمد بن سلمان في اعتلاء العرش في السعودية وعدم معارضة أي أمراء آخرين هي السبب في ذلك الاستسلام المهين.
سيقدم محمد بن سلمان كل تلك التريليونات وأكثر منها مما جمعته السلطات السعودية السابقة على مدى عشرات السنين في البنوك الغربية من أجل وصوله للسلطة ومنصب الملك في الرياض،  وحماية الولايات المتحدة الأميركية له.
أما قضايا إيران أو اليمن أو قطر أو تسليح الجيش السعودي أو الثروة السعودية السيادية فهي قضايا ثانوية أمام محمد بن سلمان، لا تساوي شيئا أمام الرغبة في الملك.
ومن الحديث المهم الذي جرى في ذلك اللقاء أن الرئيس الأميركي عرض خدماته لتطوير الجيش السعودي وبناء جيش حقيقي، بدل الجيش الموجود الذي يتعرض للهزيمة، وكأنه يشير للحرب في اليمن الآن.
ثم حاول تلطيف كلامه بقوله: (عفوا، عفوا، لا أقصد الهزيمة، وإنما عدم تحقيق أهدافه).
وهي إشارة للسعوديين أنكم لا شيء بدوننا، فادفعوا وإلا سنستغني عنكم ونترككم تلاقون مصيركم.
وكل هذا مؤشر للرغبة الأميركية في الاستيلاء على المال السعودي، والذي لن يدخره محمد بن سلمان في سبيل الوصول لمبتغاه، والكرة في مرمى الشعب في نجد والحجاز والذي إن استمر على سلبيته فسيجد نفسه بعد سنوات أمام فقر وانتهاء مدخرات وضياع كامل بسبب مغامرات هذا الشاب المراهق الفاسد.

أترك تعليقاً

التعليقات