حزب الإصلاح والرهان الخاسر
 

محمد طاهر أنعم

أصرت قيادات حزب الإصلاح على الدخول في رهان خاسر، وسحب آلاف الأعضاء إلى ذلك النفق المظلم، وهو خيار الارتهان للعدو المستعمر السعودي والإماراتي.
كان من الممكن الوصول لتفاهمات بعد ثورة ٢١ سبتمبر بين الإصلاح وبين أنصار الله والمؤتمر والحراك الجنوبي.
بل كان يمكن قبلها أثناء الحوار الوطني في ٢٠١٣ وبعده، ولكن إصرار قيادات الإصلاح على الارتماء في الحضن السعودي كان هو المحدد الرئيسي لأي مواقف يتخذها الحزب.
لقد استمرأت القيادات التاريخية للإصلاح في اليمن أن تكون دائماً في الركب السعودي، وانبهرت بمال بني سعود واستخباراتهم وقوتهم وكثرة عملائهم في اليمن، حتى صارت تظن أنه لا يمكن قهرهم ولا إيقافهم ولا تحديهم بأي شكل كان.
وهذا الأمر تشكل في الوعي الباطن لدى تلك القيادات، مصحوباً بمخصصات مالية كبيرة جداً من اللجنة الخاصة السعودية لمعظم أفراد قيادة الإصلاح، وكل هذا جعل القرار السياسي للحزب مرتهناً لهذه النظرة وتلك المصالح.
راهن الإصلاحيون على أن الجيش السعودي سيسيطر على الوضع في اليمن، ويدخل صنعاء خلال شهر أو شهرين على الأكثر من بدء الحرب في مارس ٢٠١٥، وكان رهاناً خاسراً.
وراهنوا على نقل العاصمة لعدن، وأنها ستكون مكاناً آمناً لهم، ويستقرون فيها ويحكمون البلد منها، فكان رهاناً خاسراً.
وراهنوا أن السعودية ستجعلهم الحليف الأثير، ولن تتنازل عنهم من أجل الإمارات أو غيرها، فكان رهاناً خاسراً.
اليوم يستفيق الإصلاحيون على مدى الخسائر الكبيرة التي يعيشونها بسبب مواقف قياداتهم الفاشلة والضعيفة، وخاصة بعد أخبار الاعتقالات في عدن والمكلا لقيادات إصلاحية في الأرض التي كانوا ومازالوا يصفونها في إعلامهم بالمحررة.
فهل تملك القيادات الوسطى والقواعد الإصلاحية شيئاً من الأمر لوقف هذا المسلسل من الانهيارات والخسائر، أم بلغوا من العجز ألا يفعلوا شيئاً؟!

أترك تعليقاً

التعليقات