غذاء الروح
 

عفاف محمد

عفاف محمد / لا ميديا -
كثيراً ما سمعنا عن "المحاضرات الرمضانية" للشهيد القائد، والتي حضرها الرعيل الأول من المجاهدين، ممن حظوا بذاك الشرف العظيم. وكم غبطناهم أن استسقوا من معينه الصافي العذب الزلال. فقد تركزت محاضراته (سلام الله عليه) على مفاهيم عديدة ومرتكزات أساسية للمشروع القرآني الهادي.
وفي عصرنا الحاضر أكرمنا الله بعلم الهدى سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي يطل علينا كالنور ليضيء ليالي رمضان ويكسبها جمالاً خاصاً وروحانية تتملك الإنسان.
سلام الله عليه، يتحدث في نقاط هامة تقوّم اعوجاج الفرد وتقوي صلته بربه وترشده إلى طريق الصواب والهدى، فكل عمل نقوم به فإن الله عليه رقيب وحسيب، حتى توبتنا من المعصية. قال تعالى: "وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ”.
تطرق سلام الله عليه خلال النصف الأول من شهر رمضان لمواضيع كثيرة. ولأننا كبشر مقصرون في حق الله بل وفي حق أنفسنا تجاهه جل علاه، لذا نحن بحاجة للتذكير وللإرشاد كي يكتمل إسلامنا ويكون على الوجه السليم.
نحن كبشر بأنفسنا الدنيوية نتعرض لزلات وضعف، ونحتاج لتلك المحاضرات القيمة لتغذي أرواحنا وتشبعها إيمانا وتقى وصلاحاً، وتجنبنا الغواية، ولنزكي بها أنفسنا وننال رضى الله جل شأنه.
فما أعظم أن يتطرق سماحته لمواضيع دقيقة قد نغفل عنها أو قد تهفو أنفسنا ونرتكب المعاصي لا سمح الله ونتهاون في التمادي فيها.
ومن تلك النقاط الحساسة تحدث سيدنا الجليل عن ثمار الإخلاص في العبادة، والتي تتمثل في صلاة العبد، وإنفاقه، وجهاده، وفي كثير من العبادات. وحدثنا أيضاً عن خطورة الرياء الذي يتعارض مع الإخلاص في القول والعمل ويجعل الفرد منا يتقرب إلى الله بأعماله بغية أن يُقال: فلان فعل كذا وكذا، فلان يصلي، فلان يتصدق، فلان ينفق... وبذلك كانت كل مقاصده لأجل أن يلفت الآخرين إليها وليس محبة وطاعة في الله. وكل حديث سماحة السيد مقرون بآيات جليلة توضح لنا صدق قوله وتنبهنا لأمور عميقة قد نجهلها.
حدثنا عن كيف نصبح عزيزين بالله، حتى العزة نحتاج لأن ننشدها من الله لا من غيره، فتكون بمعناها الحقيقي العميق. قال جل شأنه: "مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَللهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ”.
كذلك تحدث السيد القائد كثيراً عن كيفية وصولنا للنصر والذي يحتاج للقرب من الله أكثر والتمسك بحبله، وبذلك تكون عملية النصر لا بالقوة أو العدد والمدد، وإنما بمعية الله والتمسك بتعاليمه. إن ننصر الله بعبادته وطاعته ينصرنا على أعدائنا ويخذلهم. قال جل شأنه: "إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ”.
وأكد سيدنا وقائدنا أهمية الإخلاص في أعمالنا وفي عبادتنا كي يكتمل إيماننا. قال تعالى: "قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ”.
وأخيراً، مازالت المزن تنهمر علينا بتلك المحاضرات الربانية الجليلة التي هي كالتنبيه لأنفسنا من غفلتها والتي نحن بأمس الحاجة لها، فلا تفوتنك يا مؤمن ويا مؤمنة، فهي بمثابة الغذاء المتكامل لأرواحنا. ودمتم في هداية وصلاح.

أترك تعليقاً

التعليقات