خطاب القائد عبدالملك مرة أخرى‎
 

فايد أبو شمالة

فايد أبو شمالة / لا ميديا -
بداية،‏ ليس هناك ما يلزمني بالكتابة مرة أخرى سوى التزام الفلسطيني تجاه أمته، ‏وخصوصا تجاه من لا يتوقفون عن نصرته ولو بكلمات المواساة، فكيف ‏بمن شرح وأسهب، وهدّد فأرهب، وقال وفعل، ولم يُخْفِ ما في القلب من ‏ألمٍ وما في الصدر من حزنٍ وشجن‎.
لكنني هذه المرة -وبصراحة وصدق- استمعت باحثاً عن أي خلل في ‏الخطاب الطويل، وعن أي كلمة أو جملة في غير مكانها حتى لو كانت ‏عابرة أو غير مقصودة‎، فوجدت أن ما قاله ما يلي‎:
أولاً: أمتنا ليست بخير. هل هناك خلاف على هذه؟! لو كانت أمتنا بخير ‏لما كنا في ذيل الأمم‎.
ثانياً: نحتاج لنهضة إيمانية على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم، صاحب ‏الذكرى. من يختلف على هذه أيضا؟!‎
ثالثاً: 300 مليون عربي تركوا غزة تُباد على يد مَن كُتبتْ عليهم الذلة ‏والمسكنة وباؤوا بغضب من الله، الذين أذلّهم رسولنا الكريم وأخرجهم من ‏جزيرة العرب بسبب غدرهم. أليس هذا ما يحدث فعلاً منذ 11 شهراً ‏ضد أهلنا في غزة؟!‎
رابعاً: اليمن وأبناؤه يتمنون الالتحام براً، والوقوف إلى جانب إخوانهم في ‏غزة، لولا لعنة الجغرافيا، التي وضعت حدوداً عربية مانعة بينهم وبين غزة‎.‎
سيقول قائل: ربما قال ذلك مبالغاً وهو يعرف أنه صعب. وأقول حسنٌ، أنا ‏لمستُ صدق ذلك من كلمات وتعليقات الإخوة اليمنيين على العام والخاص، ‏ولذلك فأنا أصدّق ذلك تماماً، وإذا كنتم تريدون التثبت فدعونا نختبر ذلك ‏وافتحوا الحدود أمام أهل اليمن لنرى ما سيحدث!
خامساً: وعد القائد «بتقنيات غير مسبوقة في التاريخ» تنكل بالأعداء براً ‏كما حدث بحراً‎.
وقفتُ طويلاً أمام هذه الجملة، وقلتُ صراحة إنها فعلاً صيغة مبالغة؛ فكيف يكون لدى اليمن وأنصار الله تقنيات كهذه وهم في أوضاع نعرفها، ‏وليسوا في عصر نهضة وتطور، ولم يسابقوا الصين وأمريكا ولا أوروبا ‏في أي مجال تقني قبل هذا... فكيف؟‎!
وما بين رغبتي في التصديق، لحاجتنا الماسة إلى ذلك، وبين صعوبة تخيل ذلك، ‏وجدتني أدير حواراً داخلياً خلصتُ فيه إلى الآتي‎:
• ‎السيد لم يقل تلك الكلمات عبثاً، بل ربطها بما سبقها، وهو نجاح العمليات ‏في البحار وقدرة الصواريخ الباليستية على الوصول، فلماذا لا ينجح في ‏البر كما نجح في البحر؟!
• الحاجة أمّ الاختراع. لقد كرر السيد في عدة خطابات ما كان يبدو كأنه ‏اعتذار لتأخر الرد وصعوبته في ظل كل هذا الفضاء المملوء بأنظمة الدفاع ‏والحماية للعدو، وألمح في كل تلك الخطابات إلى أن هناك جهداً للتغلب على ‏المعيقات، وأن تسخير الطاقات والجهود لهدف محدد قطعاً سيثمر إنجازاً ‏كبيراً ونوعياً. ولعله أراد (في خطابه الأخير) اليوم بهذه المناسبة العظيمة أن يبشرنا بأن ذلك ‏النجاح قد تحقق‎.
• هذا الحديث الطويل عن الإيمان والجهاد وفرضيته وأن الله سينصر ‏المجاهدين‎، أليس من النصر التوفيق إلى صناعة الأدوات التي تحقق ذلك النصر؟!‎
أخيراً: سأعيد هنا ما كتبته في نهاية تعليقي على الخطاب السابق، ‏وسأجعلها رسالتي الخاصة إلى السيد القائد: غزة بحاجة إلى قوة رادعة توقف العدوان وحرب الإبادة وتحمي شعبها ‏وتكف عنه هذا الدمار الكبير والقتل المستمر وحرب التجويع، ولذلك نأمل ‏أن تكون لدى جبهات المساندة الأخرى، خصوصاً الشمال، استراتيجية ‏ردع فاعلة وعاجلة تصاحب استراتيجية الاستنزاف التي لها فوائد حتمية ‏على المدى البعيد... وبالله التوفيق‎.
 كاتب فلسطيني من غزة

أترك تعليقاً

التعليقات