إفلاس وفشل الدعاية الصهيونية‎ ‎
 

فايد أبو شمالة

فايد أبو شمالة / لا ميديا -
هناك فيديو متداول لا أنصح بمشاهدته ولكن أود التعليق عليه بثلاث نقاط‎:
أولاً: في الفيديو مقابلات مع نساء وأطفال ممن أجبرهم الاحتلال على ‏النزوح في ظروف قهرية وأجواء قاسية وحالة من الخوف والجوع ‏والعطش وفقدان النصير  في شمال القطاع، لدرجة أن يطلب بعضهم بشكل ‏متكرر شربة الماء من الجنود المجرمين، ومنهم ذلك الجندي الذي يتقمص ‏دور المراسل التلفزيوني وهو واحد من القتلة‎.
ثانياً: في تلك الأجواء يعبر المواطنون عن إحباطهم ونفاد صبرهم ‏ورغبتهم بالخلاص من الحرب، ويوجهون انتقادات للمقاومة وحماس ‏ورغبتهم في السلام والعيش المشترك؛ وهو المغزى الذي من أجله تم إعداد ‏التقرير كجزء من الحرب النفسية وإشاعة أجواء الهزيمة، في حين ‏يتعرض جيشهم لضربات متلاحقة وقاسية ويسقط منه عشرات القتلى ‏والجرحى‎.
ثالثاً: يدل الفيديو على الحالة المعنوية الداخلية لدى الاحتلال وحاجته ‏لرفعها من خلال إظهار بعض المواطنين الضعفاء وهم في حالة انكسار، ‏وهي محاولة تدل على مستوى من الإفلاس، حيث يعرف كل «إسرائيلي» أن ‏أكثر من أربعمائة يوم من الحرب والقتل والتدمير لم تنجح في كسر ‏المقاومة ولا في إعادة الأسرى ولا في إنهاء حالة الصمود والتلاحم بين ‏المقاومة وشعبها، رغم كل المحاولات البائسة التي بذلها فريق الدعاية ‏الصهيوني منذ بداية العدوان‎.
أخيراً: أتمنى من التلفزيونات العربية ووسائل الإعلام العربية أن تتجاهل ‏مثل هذه الفيديوهات، وألا تكون جزءاً مساعداً للاحتلال، ويمكن عرضها ‏بعد وضعها في سياقها الصحيح باعتبارها وسيلة رخيصة من وسائل ‏الحرب النفسية ودلالة إفلاس في الميدان العسكري‎.
 كاتب فلسطيني من غزة

أترك تعليقاً

التعليقات