أين سيكون الرد الإيراني؟
 

فايد أبو شمالة

فايد أبو شمالة / لا ميديا -
‏هل انتهت الضربة «الإسرائيلية» لإيران؟‎ ‎
الإجابة: نعم‎!‎
وهل سترد إيران؟‎ ‎
الإجابة: نعم؛ ولكن...
هل نحتاج إلى شرح ذلك؟‎ ‎
سأحاول هنا ذلك:
أولاً: ما شاهدناه الليلة قبل الماضية كان مضحكاً فعلاً، ويدل بشكل واضح على حجم ‏المعضلة التي يعيشها الكيان الصهيوني، فهذا ليس أقصى ما يستطيع الكيان ‏فعله؛ ولكن هذا أقصى ما سمحت به مجموعة التطورات والظروف ‏والمواقف المحيطة به، والتي استغرق التفكير بها ودراستها خمسة وعشرين ‏يوماً، وقد شمل ذلك التعرف على قدرات إيران وردود الفعل المتوقعة منها ‏وقدرات الكيان على التعامل مع هذه القدرات، وشمل ذلك أيضاً ما تسمح به ‏الإدارة الأمريكية على أعتاب الانتخابات، حيث تحتدم المنافسة بين هاريس ‏وترامب. ويشمل ذلك أيضاً تطورات المعارك في غزة ولبنان واحتمالات ‏التوسع في ساحات أخرى‎.
ثانياً: في موضوع قدرات إيران: من المؤكد أن عنصر الخوف من رد ‏الفعل الإيراني سيطر على التصرف «الإسرائيلي»، وأنه أخذ التهديدات ‏والتحذيرات الإيرانية على محمل الجد. وعلى الأغلب أن ما توصل له ‏الاحتلال والأمريكان حول قدرات إيران (وربما النووية) قد دفع نتنياهو ‏للتراجع عن توجيه ضربات للمنشآت النووية والنفطية واكتفى باستهداف ‏بعض المقرات العسكرية التابعة للحرس الثوري وربما بعض المنظومات ‏الدفاعية (مع أن أثر الضربات لا يبدو كبيراً ويمكن القول إنها كانت فاشلة ‏إلى حد بعيد)‏‎.
ثالثاً: منحت الضربة «الإسرائيلية» الولايات المتحدة الوقت الذي تحتاجه ‏لاستكمال الانتخابات دون التعرض لمشاكل أو اتهامات بالتأثير على سير ‏العملية الانتخابية بشكل واضح، ما قد يتسبب بضرر بالغ وممتد في ‏العلاقات الصهيونية الأمريكية‎.
رابعاً: تمنح الضربة الصهيونية بشكلها الحالي إيران الحق في الرد؛ ولكن ‏دون ضرورة الاستعجال، باعتبار أن الضربة كانت محدودة ويمكن ‏تصنيفها بأنها ضمن قواعد الاشتباك الراهنة بين الكيان وإيران، ولا تجد ‏إيران نفسها مضطرة للتصعيد بما يمكن أن يتدحرج نحو الحرب وبما ‏يمكن أن يساعد ترامب في حسم الانتخابات لصالحه، وهو ما لا تفضله ‏إيران بالنظر لتجربتها السابقة مع ترامب، الذي ألغى الاتفاق النووي ‏وفرض عقوبات اقتصادية قاسية ويهدد بتقديم دعم لا محدود لنتنياهو ‏وفرض مزيد من العقوبات، بل ويطلب ضرب المنشآت النووية والنفطية‎.
لذلك ستؤجل إيران ردها وتكتفي بالتهديد المستمر للكيان، بينما ستركز ‏جهودها على دعم جبهات المقاومة ومنع الاحتلال من تحقيق انتصار ‏واضح في أي منها‎.‎
 ‏كاتب فلسطيني من غزة

أترك تعليقاً

التعليقات