لماذا تقاتل في صف العدوان؟!
 

توفيق المحطوري

توفيق المحطوري / لا ميديا -
ما الذي يدفع بك لأن تقاتل في صف العدوان ومع أدواته وأذنابه؟! هل من أجل الوطن؟! قل لي بربك ما الذي قدموه للوطن؟! كل الموارد وخيرات البلد بيدهم والاقتصاد ينهار يوما بعد يوم، والفوضى الأمنية والاغتيالات والتصفيات مشهد مألوف...!
أم تقاتل من أجل التعليم الذي توقف؟! أم من أجل الصحة التي تدنى مستواها وأصبحت تجارة؟! أم في سبيل الخدمات التي لم نعد نجدها أو نراها؟! قل لي هل صرفوا المرتبات؟! هل عاد بإمكانك أن تقوم بعملية الصيد بأمان وحرية من خيرات البحر التي وهبك الله إياها؟! هل تحظى بالعيش الكريم؟! هل تستطيع أن تمارس حريتك وحقوقك المكفولة في الدستور والقانون؟!
أنت أيها المقاتل في صف العدوان، إذا لم تستيقظ وأنت تقاتل إخوانك وأبناء بلدك يجب أن تستيقظ حين تقتلك ضربات طيران العدوان الذي تقاتل إلى جانبه، أو عندما ترى الوضع والحال الذي وصلت إليه المناطق التي تحت سيطرة تحالف العدوان ومرتزقته، أو عندما ترى كيف أصبح حال زميلك أو أخيك الجريح وكيف أصبحت حال أسرته أو زميلك الذي قتل إلى جانبك في المعركة.
أيها المقاتل في صفوف العدوان، هل سألت نفسك أين هم؟! وأين تعيش أسرهم، كل أولئك القادة من أمنيين وعسكريين وسياسيين؟! وكم يتقاضون؟! وما حجم الأموال والعقارات التي بحوزتهم لتأمين أنفسهم وأسرهم في الخارج؟!
وإذا كنت تقاتل فعلا من أجل الوطن وسيادته فها هي قوات الاحتلال في سقطرى وفي المهرة وفي الساحل، فهي أحق بأن تقاتلها! أم أنك تقاتل فعلا من أجل "إعادة الشرعية" التي يرفض التحالف إعادتها إلى عدن وتقبع في فنادق الرياض؟! أم أنك تقاتل من أجل الدين والإسلام؟! وهنا نقول لك: لسنا من منع بيوت الله أن يذكر فيها اسمه، ولسنا من يطبع مع اليهود، ولسنا من حوّل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى هيئة الترفيه، ولسنا من تنكر لقضية أمتنا الأساسية وهي قضية الأقصى وفلسطين، ولسنا من أساء إلى قائدنا وحبيبنا ورسولنا محمد صلوات ربي عليه وعلى آله وصحبه وسلم، بل وبهذه المناسبة ندعوك إلى أن نتعاون جميعا ونتحد للعمل من أجل إعلاء كلمة الله ومحاربة أعداء الله وأعداء الإسلام، وأين الإسلام من قتل الأسير وخيانة العهود والمواثيق؟!
وإذا كنت تقاتل من أجل المال وبحثا عن الرزق فأعلم أنك في مصيبة عظيمة وجهل كبير ومعصية لا تغتفر، وكيف لك أن تقتل أخاً لك مسلماً أو تعرض نفسك للقتل وأنت ظالم معتد على أخ لك مسلم، أم كيف تتجاهل وتغفل وتنسى أن الله هو الرازق وأن الرزق بيده هو وحده لا سواه؟!
عندما أشاهد الحال الذي عليه المناطق المحتلة وحال من يقاتلون في صف العدوان والاحتلال والوضع الذي يعيشونه وما يتعرضون له، أصاب بحالة من الألم والحسرة والدهشة، وفي الوقت نفسه كيف يرضى عاقل بهذا الوضع فما بالك بأن يذهب ليقاتل ويضحي بنفسه ويترك أهله وأسرته وأحبابه ويقاتل إخوة له يتمنون له الخير والصلاح؟!
أدعوكم أن تراجعوا أنفسكم وأن تعيدوا النظر في تصرفاتكم ومواقفكم وأن تعودوا بالذاكرة ولو قليلا إلى الوراء وتراجعوا مواقف التحالف مع تضحياتكم وما تقدمونه خدمة لهم، وانظروا كيف أصبحت المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف وتذكروا جيدا ما كان يردده الآباء عن مدى حقد وخبث دول تحالف العدوان على اليمن وأهله من قديم الزمان لتدركوا الأمور على حقيقتها. ونسأل من الله لنا ولكم الهداية.

أترك تعليقاً

التعليقات